الثلاثاء، 24 مايو 2011

استراتيجية الاقتصاد المعرفى للصناعات المعرفية



                                                          دور إستراتيجية الاقتصاد المعرفي وتقنيـات النانـو
                                                       في تحقيق التنمية المستدامة للصناعات المعرفية العربية



                                                                                       إعـداد
                                                                            أ.د/ خالـد مصطفـى قاسـم*
                                                                             أستاذ الاقتصاد التطبيقى
                                                                             كلية الإدارة والتكنولوجيا
                                                      الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى- الإسكندريـة
                                                                              جامعـة الدول العربيـة




* kassmo@aast.edu
المحتويـات
أولاً : مقدمـة البحـــث 3
ثانياً : الظاهرة محل البحث 3
ثالثاً : هـدف البحـث 5
رابعـاً: أهميـة البحـث 5
خامساً : منهـج البحـث 5
سادسا : هيكـل البحـث 5
6-1 ماهية الاقتصاد المعرفى 6
6-2 خصائص الاقتصاد المعرفي 7
6-3 التطور التاريخي للاقتصاد المعرفي (الرقمي) 8
6-4 الأهمية النسبية للاقتصاد المعرفي في التنمية الاقتصادية 10
6- 5 ركائز اقتصاد المعرفة 14
6-6 استراتيجية الاقتصاد المعرفى للصناعات المعرفية وتقنيات النانو العربية 16
سابعاً : ئتائج البحث وتوصياته 20
ثامنـاً : المراجـع 21








أولا: مقدمة البحث :
يشهد العالم ازدياداً مضطرداً لدور المعرفة والمعلومات في الاقتصاد. فالمعرفة أصبحت محرك الإنتاج والنمو الاقتصادي ، كما أصبح مبدأ التركيز على المعلومات والتكنولوجيا من العوامل الأساسية في الاقتصاد المعاصر ، وبدأنا نسمع بمصطلحات تعكس هذه التوجهات مثل مجتمع المعلومات وثورة المعلومات واقتصاد المعرفة. ومع ازدياد ونشر واستخدام المعرفة والمعلومات والتكنولوجيا أصبح الاستثمار في المعرفة أحد عوامل الإنتاج فهو يزيد من الإنتاجية ، ومن ثم فرص العمل ، فالدول التي تحقق أعلى معدلات النمو الاقتصادي هي التي تمتلك إمكانيات معرفة أكثر تقدماً.
وليس المقصود بالاقتصاد المعرفي فقط اقتناء التجهيزات والبرمجيات الحديثة في مختلف القطاعات الاقتصادية ، وإنما تنفيذ استراتيجية عمل تتبع بناء القواعد الإدارية التقنية والقانونية التي تؤمن المناخ المناسب والموارد البشرية المطلوبة لعمل هذه التقانات وفق أهداف واضحة.(1)
ثانيا: الظاهرة محل البحث :
على الرغم من الأهمية المتنامية للصناعات المعرفية المعتمدة على تقنيات النانو والمعلوماتية المتقدمة على مستوى العالم ككل، إلا أنه لا يوجد تعريف واضح ومقبول بشكل عام لها.
ومن المتفق عليه أن هذه الصناعات هي تلك التي يعتبر فيها الفكر أو الجهد البشرى الخلاق Knowledge المصدر الرئيسي للمزايا التنافسية للمنتجين. ونتيجة لذلك فعادة ما يضطلع هؤلاء باستثمارات ضخمة في مجال خلق وتنمية ذلك الفكر والجهد البشرى.
وكانعكاس طبيعي لذلك المفهوم فإنه عادة ما يتم التعرف على الصناعات التكنولوجية المتقدمة بتلك التي تنطوي على نسبة إنفاق فوق المتوسط على البحوث والتطبيقات والتطوير أو نسبة توظيف فوق المتوسط للعلماء والمهندسين ، أو كليهما,
هذا ويمكن القول بأن الصناعات المعتمدة على تقنيات المعلومات هي الصناعات التقنية المتقدمة التي تضم المجالات الإنتاجية ذات القيمة المضافة العالية والتي تعتمد أساسا على الفكر أي الجهد البشرى الخلاق وهى تضم على سبيل المثال :
- الإلكترونيات والاتصالات - تكنولوجيا المعلومات
- الطاقة الجديدة والمتجددة - تكنولوجيا المواد الجديدة (النانو) - الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية - التدريب
- العدد وأدوات الإنتاج عالية التقنية - الأجهزة والمعدات الطبية
- تكنولوجيا تصنيع الخامات الدوائية وكيماوياتها الوسيطة - التصميم
- تكنولوجيا الزراعة - صناعة البحوث والتطوير

ويتضح من الشكل التالى تزايد الأهمية النسبية للصناعات المعرفية مقارنة بغيرها:


الشكل رقم (1)
مساهمة المنتجات المصنعة في الصادرات العالمية بالتقنية التكنولوجية (%)

.
المصدر: "التقرير العالمي للتنمية التكنولوجية 2000US National Science Board"
لاشك في وجود عدد من الصناعات البينية التي تجمع بين مجالين أو أكثر مثل تكنولوجيا تنمية الصحراء بإدخالها في الدورة الاقتصادية للدولة حيث يمكن أن يشمل جميع المجالات المذكورة ، وذلك بالإضافة إلى الصناعات المغذية والمكملة لهذه المجالات.
وحيث أن الصناعات المذكورة تمثل تكنولوجيات القرن الواحد والعشرين ، فإن هذا يظهر حتمية الاهتمام بالصناعات المعرفية، وفى مقدمتها صناعات تكنولوجيا المواد الجديدة (النانو تكنولوجى). وكما يوضح تقرير المعرفة العربى للعام 2009 (نحو تواصل معرفى منتج) الفجوة المعرفية لدى العالم العربى فى الصناعات المعرفية مقارنة بدول العالم الأمر الذى يستلزم حتمية الوقوف على هذا الواقع للانطلاق منه نحو اللحاق بهذه الدول من خلال استراتيجية واضحة المعالم مشمولة بآليات تحقيقاً للتنمية المستدامة. (2)








ثالثا: هـدف البحث:
طرح دور استراتيجية الاقتصاد المعرفي وتقنيات النانو في تحقيق التنمية المستدامة للصناعات المعرفية العربية ، وذلك من خلال النقاط التالية:
- ماهية الاقتصاد المعرفي
- الصناعات المعتمدة على تقنيات الاتصالات والمعلوماتية
- ركائز الاقتصاد المعرفي
- محاور وآليات إستراتيجية الاقتصاد المعرفي وتقنيات النانو لتحقيق التنمية المستدامة بالدول العربية

رابعاً: أهمية البحث:
تكمن أهمية البحث في الوقوف على إستراتيجية للاقتصاد المعرفى ذات محاور وآليات قابلة للتطبيق في الاقتصادات العربية ، ومن ثم اللحاق بركب التقدم الاقتصادي والاجتماعي للعالم المتقدم.

خامساً: منهج البحث:
اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي لواقع الاقتصاد العربي ومتطلبات النهوض به من خلال تنمية وتطوير الصناعات المعرفية العربية فى ضوء الاهتمام المتنامى بالبحوث والتطوير فى مجال الاقتصاد المعرفى ، وذلك لتعظيم الاستفادة من الثروات المادية والبشرية للعالم العربى ، وذلك بالاعتماد على مصادر البيانات العربية والأجنبية المتاحة في هذا المجال.

سادساً: هيكل البحث:
يتضمن هيكل البحث العناصر الرئيسية التالية:
6-1 ماهية الاقتصاد المعرفى
6-2 خصائص الاقتصاد المعرفي
6-3 التطور التاريخي للاقتصاد المعرفي (الرقمي)
6-4 الأهمية النسبية للاقتصاد المعرفي في التنمية الاقتصادية
6- 5 ركائز الاقتصاد المعرفى
6-6 استراتيجية الاقتصاد المعرفى للصناعات المعرفية وتقنيات النانو العربية
وفيما يلي شرح لكل من هذه النقاط ..









6-1 ماهية الاقتصاد المعرفى:
إن الاقتصاد المعرفي مفهوم جديد ظهر عقب الثورة الصناعية وثورة الاتصالات ويعتمد اعتماداً أساسياً على تكنولوجيا المعلومات. علماً أنه يوجد العديد من تعريفات اقتصاد ومجتمع المعرفة منها:
الاقتصاد الذي يدور حول الحصول على المعرفة ، والمشاركة فيها ، واستخدامها ، وتوظيفها ، وابتكارها بهدف تحسين نوعية الحياة بمجالاتها كافة من خلال الإفادة من خدمة معلوماتية ثرية وتطبيقات تكنولوجية متطورة ، واستخدام العقل البشري كرأس للمال ، وتوظيف البحث العلمي ، لإحداث مجموعة من التغييرات الإستراتيجية في طبيعة المحيط الاقتصادي وتنظيمه ليصبح أكثر استجابة وانسجاماً مع تحديات العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعالمية المعرفة ، والتنمية المستدامة بمفهومها الشمولي التكاملي.
إنه مفهوم يرى التحول من اقتصاد ومجتمع صناعي تقليدى إلى مجتمع حيث المعلومات في أكثر أشكالها اتساعاً وتنوعاً وهي القوة الدافعة والمسيطرة.

إضافة لما تقدم هناك تعريف آخر يقول أنه الاقتصاد الذي تستخدم فيه المعلومات بكثافة كوجه للحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، أو الاقتصاد والمجتمع الذي يعتمد أساساً على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري ، وكسلعة إستراتيجية ، وكخدمة ، وكمصدر للدخل القومي ، وكمجال للقوى العاملة.

بعبارة أخرى يمكن القول إن اقتصاد المعرفة هو الاقتصاد الذي يلعب فيه تحقيق واستثمار المعرفة دوراً أساسيا في خلق الثروة. فالثروة في الحقبة الصناعية تم تحقيقها باستخدام الآلات والطاقة. والعديد من الناس يربطون اقتصاد المعرفة بالصناعات التكنولوجية مثل خدمات الاتصالات والخدمات المالية والصناعات الدوائية والتعليم والبحوث والتطوير ، حيث نجد في الاقتصاد المعرفي إن تقنية المعلومات ورأس المال الفكري هما القوة المحركة للاقتصاد هذا النوع من الاقتصاد سيجعل المهن اليوم وفى المستقبل مرتبطة بشكل معقد بتقنيات المعلومات والاتصالات بشكل مباشر.

وبناءً على ما تقدم يمكننا القول أن اقتصاد المعرفة يعتمد اعتماداً أساسياً على نشر المعلومات واستثمارها. فنجاح المؤسسات والشركات يعتمد كثيراً على فعاليتها في جمع المعرفة واستعمالها واستخدامها لرفع الإنتاجية وإنتاج سلع جديدة.
ومن هذا المنطلق يتطلب اقتصاد المعرفة نوعاً جديداً من التعليم والتدريب. فالأمية المعلوماتية أصبحت من الظواهر المعيقة للتقدم ، ومن جهة أخرى فإن تطور المعرفة السريع يتطلب التدريب مدى الحياة ، كما يتطلب مستوى علمياً وتكنولوجياً للعمالة أعلى من السابق والحاجة لاكتساب ملكة التعليم أصبحت حاجة ماسة للعاملين حيث تدل الدراسات على ارتفاع الطلب على الأيدى العاملة المختصة في التعامل مع المعلومات وتكنولوجيا المعلومات ، ومع المعرفة بشكل عام وانخفاض الطلب على العمالة غير المتعلمة ، وهذا سيؤثر في هيكلية سوق العمل.


6-2 خصائص الاقتصاد المعرفي:
يتميز الاقتصاد المعرفي بخصائص متعددة تعتبر بمثابة المرتكزات المحركة لهذا الاقتصاد على النحو الآتي:‏ (3)

6-2-1 العولمة:
إن سوق العمل لم يعد مقصوراً داخل بلد بعينه ، فالدول الأوربية أصبحت قوة اقتصادية هائلة عندما تجاوزت حدودها السياسية والجغرافية من خلال الاتحاد الأوربي. كذلك فالانترنت أوجد اقتصاد بلا حدود ، وأصبحت الدول الأخذة في النمو تتحدى عمالقة الصناعة في الوصول إلى المستهلكين والحصول على حصتها من السوق‏ في كل مكان في العالم. ولم يقتصر التغيير على حدود المكان فقط ، بل الزمان أيضاً حيث أصبح إيقاع العمل مستمراً على مدار الساعة وأصبح الحد الأدنى لساعات العمل (24) ساعة في اليوم.‏

6-2-2 التكيف مع رغبات العملاء:‏
في الاقتصاد المعرفي لم تعد الميزة التنافسية تعتمد على الإنتاج المكثف والتسويق المكثف والتوزيع والسياسات الموحدة لأن مفتاح النجاح في الأعمال أصبح يكمن في تحديد خصوصية كل مستهلك وهذا يتطلب إنتاج سلع جيدة وخدمات مصممة خصيصاً لاحتياجات ورغبات خاصة لدى المستهلكين.‏

6-2-3 ندرة الكوادر والمهارات‏ البشرية:
في ضوء النمو الاقتصادي الحالي هناك العديد من الوظائف لا تجد من يشغلها ، وخاصة الوظائف التي تتطلب مهارات في تقنية المعلومات حيث نجد في الولايات المتحدة 15% من هذه الوظائف شاغرة. ويعاني قطاع الأعمال ليجد المجموعة الصحيحة من المهارات ، وهذا يتطلب انفتاح سوق العمل حيث المهارات غير المتوفرة في بلد ما يمكن إيجادها في بلد آخر وذلك من خلال الشبكات الالكترونية.

6-2-4 التركيز على خدمة المستهلك:‏
إن التنافس العالمي ، والانترنت ، وتحرير التجارة ، وزيادة إمكانية الوصول للمعلومات ، وتعدد الموزعين.. كلها عوامل قوة وضعف في يد المستهلك حيث أصبح المستهلكون هم أصحاب القرار والرأي ، وهذا يتطلب خبرات شاملة بالمستهلكين ورغباتهم وأن مبدأ خدمة المستهلكين هو الذي سيميز الشركات في القرن الحالي.‏

6-2-5 التجارة الالكترونية:‏
كلما تزايد عدد مستخدمي الانترنت أصبحت التجارة الالكترونية أكثر رسوخاً ، ويشمل ذلك التجارة الالكترونية التي تتم بين الشركات نفسها أو بين الشركات والمستهلكين ، ويتوقع أن يصل حجم التجارة الالكترونية في السنوات القادمة إلى مايزيد عن تريليون دولار. والقضية هنا انه إذا بدأت الخدمات وعمليات البيع التقليدية تستبدل بالتجارة الالكترونية فإن ذلك سيغير مجالات التوظيف من المواقع التقليدية إلى الوظائف التي تتطلب مهارات في تقنية المعلومات.‏(4)

6-2-6 الحاجة للتعلم المستمر:‏
من المتوقع أن يزداد عدد المتعلمين الكبار أكثر من أي وقت مضى ، وستكون الحاجة للتربية والتعلم المستمر بين متطلبات جوهرية للحفاظ على قدرة الفرد للبقاء في عمله كقوة عمل منتجة.‏

6-2-7 مؤسسة في واحد :‏
وهو ما يعني أن المؤسسات المستقبلية ستكون من عدد محدود من الموظفين والإدارات الأساسية ، وسيترك كل ماعدا ذلك لموردين خارجيين. بمعنى آخر اعتماد المؤسسات على العمل عن بعد حيث تجرب بعض الشركات قيام العاملين بالعمل من منازلهم من خلال الاتصال الكترونياً بمكتب الرئيس.‏

6-3 التطور التاريخي للاقتصاد المعرفي (الرقمي):
كانت المعرفة منذ الأزل المولّد الرئيسي لكل الأنشطة الإنسانية مهما كان نوعها وتوجهها ومستواها ، ولكنها لم تستثمر استثمارًا حقيقا ، ولم يلتفت إلى أهميتها الفعلية إلا مع نهايات الألفية السابقة وبدايات الألفية الحالية بحيث تحولت إلى ركن أساسي من أركان الاقتصاد العالمي الذي تحرر من قيود رأس المال والعمل. واعتمد على المعرفة إما بشكل كلي فيما يعرف بـ (Knowledge Economy) الذي يشير إلى اقتصاد المعرفة ، أو شبه كلي فيما يعرف بـ(Knowledge-Based Economy) الذي يشير إلى الاقتصاد المبني على المعرفة ، إلا أن هذين المصطلحين يعرفان على وجه العموم بين المختصين باسم (اقتصاد المعرفة).
وكان من أوجه القصور في الاقتصاد التقليدي دور المعرفة في عملية الإنتاج. ومع ذلك ، هناك مؤشرات ذات دلالة قوية على أن نشر المعارف يعتبر مصدراً أساسياً لتطوير أي اقتصاد.
وقد تنبه بعض علماء الاقتصاد إلى إمكانية الاستفادة من المعرفة لتصبح سلعة اقتصادية يمكن استثمارها (أو استغلالها) لتحقيق قدر أكبر من القيمة المضافة ، وجني الكثير من الأرباح ، فكان أن انبثقت فكرة علم الاقتصاد المعرفي ليصبح اقتصاد القرن الحادي والعشرين نتيجة الطفرة المعلوماتية التي تغمر العالم منذ نهايات القرن الماضي في مختلف المجالات.

وفى هذا الإطار يرى " نيشوشتير" Nicho Stehr أن اقتصاد المجتمع الصناعي هو أولا وأساساً اقتصاد مادي، ويتغير تدريجيا إلى اقتصاد نقدي.
على سبيل المثال، تعكس نظرية كينز الاقتصادية هذا التحول من اقتصاد المجتمع الصناعي إلى اقتصاد يعكس إلى حد كبير المسائل النقدية ، لكن- وكما تشير الأدلة الحديثة - الاقتصاد الذي وصفه كينز أصبح الآن (غير نقدي) رمزي. ثم أشار شتير الى أن التغيير في هيكل الاقتصاد وديناميكياته بشكل متزايد يعتبر انعكاس لحقيقة أن المعرفة أصبحت مكون رئيسي في العملية الإنتاجية. وإننا في حاجة إلى التركيز على الطابع المتميز للمعرفة وتوظيفه في مجال العلاقات الاقتصادية حيث تعتبر المعرفة مكون ذو طبيعة خاصة يتميز بخصائص مختلفة تماماً عن تلك الخصائص التي تميز السلع والخدمات. على سبيل المثال يمكن لمستهلك أو مشترى المعرفة إن يستهلك المزيد منها بتكلفة متناقصة أو بدون تحمل المزيد من التكلفة.(5)

كما يحدد "دروكر" Drucker ، في مرحلة ما بعد المجتمع الرأسمالي ، الجوانب الرئيسية للاقتصاد القائم على المعرفة ففى العصر الصناعي. وقد كانت إحدى الافتراضات الأساسية للاقتصاديين تزعم أن الاقتصاد كان يتحدد وفقاً إما للاستهلاك أو الاستثمار, فالكينزيون والكينزيون الجدد (مثل: ميلتون فريدمان) كانوا يعتقدون أن الاقتصاد يعتمد على الاستهلاك ، بينما زعم الكلاسيكيون والكلاسيكيون الجدد (من تلك المدرسة النمساوية) أن الاقتصاد يعتمد على الاستثمار.(6)
أيضا سعى "بول رومر"Paul Romer إلى إدماج الأفكار في الاقتصاد. وفي رأيه أن هذا لم يكن بالمهمة السهلة ، فالأفكار ليست مثل السلع. وبمجرد طرح الفكرة يمكن للجميع استهلاكها بدون القدرة على استبعاد أولئك الأفراد الذين لم يدفعوا مقابل في الحصول عليها ، حيث لا تخضع الأفكار إلى التنافسية في الاستهلاك أو القدرة على استبعاد المستهلكين الذين لا يستمتعون بالقدرة الشرائية ، وذلك على العكس من السلع الأخرى.(7)

وقد أصبحت المعرفة - بعد اتحادها مع الاقتصاد- ذات تأثير كبير على مختلف الجوانب الحياتية ، خصوصًا في ضوء الطفرة التكنولوجية ، والثورة المعلوماتية التي وفرت المادة المعرفية للجميع بلا استثناء. وبقي فقط أن يتعلم الجميع بلا استثناء كيفية الاستفادة من هذه المادة المعرفية ، وتوظيفها ، وحسن إدارتها.

وفى هذا الاطارنجد أن بناء واستخدام تقنيات النانو Nano Technology يعد أحد المراحل المتقدمة فى الاقتصاد المعرفى, فمن وجهة النظر الفيزيائية الالكترونية يعتبر النانو تكنولوجي الجيل الخامس الذي ظهر في عالم الإلكترونيات, ويتمثل حرفياً فى التقنيات المصنوعة بأصغر وحدة قياس للبعد استطاع الإنسان قياسها حتى الآن (النانو متر) أي التعامل مع أجسام ومعدات وآلات دقيقة جداً ذات أبعاد نانوية ( ا متر= 1000.000.000 نانومتر) ، فالنانو هو أدق وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن ، ويبلغ طوله واحد من بليون من المتر أي ما يعادل عشرة أضعاف وحدة القياس الذري المعروفة بالأنجستروم ، وحجم النانو أصغر بحوالي 80.000 مرة من قطر الشعرة,
وكلمة النانو تكنولوجي تستخدم أيضاً بمعنى أنها تقنية المواد المتناهية في الصغر أو التكنولوجيا المجهرية الدقيقة أوتكنولوجيا المنمنمات. (8)

ويعتقد العلماء أن تخزين وإنتاج وتحويل الطاقة سوف يكون الاستخدام الأهم لتكنولوجيا النانو في خلال عشر سنوات. ويشمل ذلك إنتاج خلايا شمسية وخلايا الوقود الهيدروجيني.
وتتعدد مجالات استخدام تكنولوجيا النانو فى كل من الصناعات الألكترونية والزراعة والطب والصناعات الدوائية وميكانيكا الإنتاج ومعالجة مياة الشرب والبيئة وغيرها من المجالات الحيوية.(9)



6-4 الأهمية النسبية للاقتصاد المعرفي في التنمية الاقتصادية:
6-4-1 الأهمية النسبية للاقتصاد المعرفي في التنمية الاقتصادية على المستوى العالمي
عند تقسيم دول العالم إلى أربعة مجموعات متساوية بحسب قيمة دليل اقتصاد المعرفة يلاحظ عدم وجود أية دولة عربية ضمن مجموعة أعلي 25% من دول العالم ، أي ضمن مجموعة الدول التي يبلغ دليل اقتصاد المعرفة لها 5.7 أو أكثر، بل لا توجد أي دولة ضمن 35% وتقع ثماني دول عربية ضمـن مجموعة ثاني 25% من دول العالم التي يتراوح دليـل اقتصـاد المعرفـة لها بين 5 و5.7 ، وهذه الدول هي بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة والأردن ولبنان.

وتقع سبع دول عربية ضمن مجموعة ثالث أعلى 25% من دول العالم ، الدول التي يتراوح دليل اقتصاد المعرفة لها بين 5 و5.2 وهذه الدول هي تونس ومصر والمغرب والجزائر وليبيا وسورية والعراق. وتقع فلسطين على الأرجح ضمن هذه المجموعة أيضاً. وفي اقتصاد المعرفة تقع بقية الدول العربية ضمن مجموعة أدني 25% من دول العالم يقل دليل اقتصاد المعرفة لها عن 5.2 وهذه الدول هي موريتانيا والسودان واليمن وجيبوتي.
ويتوقع أن تقع الصومال وجزر القمر ضمن هذه المجموعة أيضاً. إما بالنسبة للتفاوت بين الدول العربية وبقية دول العالم فيتضمن الجدول رقم (1) مقارنة للمنطقة العربية ككل مع مناطق العالم الجغرافية الثماني بالنسبة للمؤشرات الأنثى عشر لدليل اقتصاد المعرفة ، وكذلك لمؤشرين عن الأداء الاقتصادي الإجمالي.

ويلاحظ من العمود الأخير من الجدول أن المنطقة العربية هي أدني من (7) من المناطق الجغرافية الثماني بالنسبة لمؤشرين ، وأدني من (6) من تلك المناطق بالنسبة لإحدى عشرة مؤشراً ، وأدنى من (5) مناطق بالنسبة لمؤشرين ، وأدني من أربع مناطق بالنسبة لمؤشر واحد.
والمؤشر الوحيد الذي سجلت فيه المنطقة العربية وضعاً أفضل من نصف مناطق العالم الجغرافية هو مؤشر النمو السنوي للناتج المحلى الإجمالي إذ حازت على ثالث أعلى مستوى بعد منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي ومنطقة أوروبا وآسيا الوسطى ، ويعود ارتفاع قيمة المؤشر المذكور إلى حد كبير إلى ارتفاع الأسعار العالمية للنفط الخام.










الجدول (1)
مؤشرات الأداء الاقتصادي ودليل اقتصاد المعرفة للدول العربية مقارنة بمناطق العالم الجغرافية







































المصدر: قاعدة بيانات المعرفة للتنمية ، تقرير البنك الدولي 2009. (10)




ويعرض الشكل رقم (1) مقارنة بين القيم المعيارية للمؤشرات المذكورة سابقا بين المنطقة العربية والعالم ككل ، وكذلك مع مجموعة السبعة ، والتي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. وجاء اختيار المنطقة الأخيرة باعتبارها تتضمن الدول الأعلى مستوى في العالم في اقتصاد المعرفة.
ويظهر من الشكل إن المنطقة العربية تتخلف عن متوسط العالم في كافة المؤشرات باستثناء مؤشر النمو السنوي للناتج المحلى الإجمالي. ويظهر انخفاض المنطقة العربية عن المتوسط العالمي بوجه الخصوص في مؤشر قيود التعريفة وقيود أخرى وفي المؤشرات الثلاثة لنظام الإبداع.

شكل (2)
القيم المعيارية لمؤشرات تخص المعرفة للدول العربية و مجموعة السبعة و العالم














المصدر: قاعدة بيانات البنك الدولي ( منهجية تقييم الاقتصاد المعرفي KAM (
وعلى مستوى مرتكزات المعرفة يلاحظ من الشكل رقم (3) فإن منطقة الدول العربية أدنى تقريبا من كافة مناطق العالم في قيمة دليل مرتكز نظام الإبداع.
أما بالنسبة لأدلة بقية مرتكزات اقتصاد المعرفة فهناك منطقتان فقط أدنى مستوى من المنطقة العربية هما منطقة جنوب آسيا ، وتضم بنجلاديش وسريلانكا والهند وباكستان ، ومنطقة أفريقيا.




الشكل رقم (3)
قيم أدلة مرتكزات اقتصاد المعرفة بالنسبة للدول العربية و مجموعة السبعة والعالم









المصدر: قاعدة بيانات البنك الدولي ( منهجية تقييم الاقتصاد المعرفي KAM (

6-4-2 الأهمية النسبية للاقتصاد المعرفي في التنمية الاقتصادية على مستوى الدول العربية:
من خلال استعراض التطورات التي حدثت في السنوات الأخيرة في الاقتصاد المعرفي بالدول العربية ، وكما يتضح من جدول (2) ، يمكن القول أن الدول العربية خلال ربع القرن الأخير شهدت تقدماً ملحوظاً فى مجمل ما يمكن اعتماده كمؤشرات لنشر المعرفة بين المواطنين بدءاً من تخفيض نسب الأمية انتهاء بعدد الأشخاص الحائزين على الشهادات الجامعية العليا.
فإذا ما اعتبرنا المؤشرات الثلاثة الرئيسية في مجال التعليم التي يعتمد عليها البنك الدولي لقياس مدى استعداد الدولة للانخراط في الاقتصاد المعرفي ، فإن رفع مستوى الاستثمار في العلم والتكنولوجيا في الاقتصاد المعرفي سوف يؤدي إلى زيادة النمو والإنتاجية وتحسين التنافسية في الأسواق العربية ، وبالتالي ضمان مستوى ونوعية حياة أفضل محققين بذلك ما تهدف إليه التنمية المستدامة.




الجدول (2)
مؤشرات الأداء الاقتصادي ودليل اقتصاد المعرفة للدول العربية



















المصدر: قاعدة بيانات المعرفة للتنمية ، تقرير البنك الدولى 2009
6-5 ركائز اقتصاد المعرفة:
وركائز اقتصاد المعرفة الأربعة كالتالي:
6-5-1 ركيزة الحافز الاقتصادي والنظام المؤسسي Economic Incentive and Institutional Regime
والتي تقوم على أسس اقتصادية قوية تستطيع توفير كل الأطر القانونية والسياسية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية والنمو. وتشتمل هذه السياسات التي تهدف إلى جعل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر إتاحة ويسر، وتخفيض التعريفات الجمركية على منتجات التكنولوجيا وزيادة القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
6-5-2 ركيزة التعليم Education
وهو من الاحتياجات الأساسية للإنتاجية والتنافسية الاقتصادية حيث يتعين على الحكومات أن توفر الأيدي العاملة الماهرة والإبداعية أو رأس المال البشري القادر على إدماج التكنولوجيات الحديثة في العمل ، وتنامي الحاجة إلى دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فضلاً عن المهارات الإبداعية في المناهج التعليمية وبرامج التعلم مدى الحياة.
6-5-3 ركيزة الابتكار Innovation
نظام فعال من الروابط الاقتصادية مع المؤسسات الأكاديمية ، وغيرها من المنظمات التي تستطيع مواكبة ثورة المعرفة المتنامية واستيعابها وتكييفها مع الاحتياجات الوطنية في ضوء المتغيرات البيئية العالمية.
6-5-4 ركيزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات Information and Communication Technology
وهي التي تسهل نشر وتجهيز المعلومات والمعارف وتكييفه مع الاحتياجات المحلية لدعم النشاط الاقتصادي وتحفيز المشاريع على إنتاج قيم مضافة عالية.
وتحت كل ركيزة من هذه الركائز تأتي مؤشرات أخرى ضمنية تقاس أيضا من درجة صفر إلى درجة عشرة:
• بطاقة النتائج الأساسية :(Basic Scorecard) وتستعمل أربعة عشر(14) متغيراً كمقاييس تقريبية لقياس أداء الدول في مجال اقتصاد المعرفة بناءً على الركائز المذكورة أعلاه.
ولاحتساب مؤشري:
اقتصاد المعرفة ( (KEI: Knowledge Economy Indexوالمعرفة (KI: Knowledge Index)

الشكل (2): ركائز مؤشر الاقتصاد المعرفي (KEI)










المصدر: بيانات تقرير البنك الدولي 2009
الشكل (3): ركائز مؤشر المعرفة (KI)








المصدر: بيانات تقرير البنك الدولي 2009
• بطاقة النتائج العادية (Custom Scorecard): وتسمح باختيار أي من المتغيرات الثلاثة والثمانين (83) ومقارنة ما لا يزيد على ثلاث(3) دول في آن واحد، باستخدام بيانات أحدث سنة متوفرة.
• مقارنة زمنية:(Overtime-Comparison) وتظهر تطور الدول من عام ١٩٩٥ م إلى أحدث سنة متوفرة.
• مقارنة بين الدول :(Cross-Country Comparison) وتسمح باستعمال الرسوم البيانية لمقارنة مؤشرات المعرفة واقتصاد المعرفة، ومساهمة كل منها في تحديد الاستعداد العام للمعرفة.
• خريطة العالم:(World Map) وتظهر خارطة العالم مرمزة (coded) بالألوان عن وضعا لدول واستعدادها بالنسبة لاقتصاد المعرفة من ١٩٩٥ م إلى أحدث سنة.

6-6 استراتيجية الاقتصاد المعرفى للصناعات المعرفية وتكنولوجيا النانو:
رؤية هذه الاستراتيجية تتمثل فى تحويل المنطقة العربية إلى منطقة منتجة ومستخدمة ومصدرة للتقنيات المتطورة للصناعات المعرفية والمستخدمة لتكنولوجيا النانو للإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال خلق قاعدة إنتاجية عريضة تعتمد في المقام الأول على شراكة القطاع الخاص والحكومى العربى في هذا المجال وتقوم بالتبعية بتطوير المجتمع بكامل مكوناته للوصول به إلى مجتمع يعتمد على تقنية النانو متسقاً في ذلك مع الاتجاه المستقبلي للعالم المتقدم وذلك بحلول عام 2020.
ولا شك أن الوصول إلى تحقيق هذه الرؤية يستلزم الأمر وجود شراكه قوية بين جميع القوى المؤثرة في المجتمع العربي مثل الحكومات والإعلام والأجهزة التشريعية وقطاعات الأعمال الخاصة والعامة ومؤسسات التعليم والبحث العلمى والجمعيات غير الحكومية وغيرها على أن تكون القناعة المشتركة لها جميعا هي أن تنمية صناعات التقنية والمعلوماتية يجب أن تكون الحل الأمثل.(11)

6-6-1 المحاور الأساسية للاستراتيجية:
إن الدروس المستفادة من تجارب كافة الدول التي سبقتنا في هذا المجال- مثل النمور الآسيوية- تظهر أن الأسس التي يجب أن تقوم عليها الاستراتيجية لانطلاقة مجتمع التقنية والمعلومات تشمل المحاور التالية:(12)

المحورالأول: تهيئة المناخ العام وتشجيع الاستثمار :
إن تأييد الادارات السياسية لهذه الاستراتيجية كأولوية قومية قصوى هو شرط ضرورى لإنجاحها حيث تقوم الحكومات بتوفير المناخ والدافع لنمو هذه الصناعات من خلال التشريعات والقوانين المحفزة للاستثمار وكذلك توفير البنية التحتية الملائمة بينما يتحمل القطاع الخاص في الأساس مهمة نقل المعرفة والتقنية وتشغيل العمالة والنهوض بالاقتصاد.
وكذلك فإن العبء الأكبر لنهضة هذه الصناعات بالعالم أجمع يقع على عاتق شركات القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة مما يجعل الاهتمام بها ودعمها واجب أساسي للاستراتيجية وصولاً الى التنمية الصناعية المنشودة .

وحتى يمكن تحفيز رأس المال الخاص على الاستثمار في هذه الصناعات رغم ما فيها من عنصر مخاطرة في تكاليف البحث والتطوير والتحديث اللازمين لبقائها وتقدمها خاصة في مراحل نموها الأولى يجب خلق آليات ائتمانية جديدة تتواءم مع طبيعة الصناعات المعرفية لاحتوائها على بنيه رأسمالية مرتفعه في المستوى الفكري والتقني وليس أساسا في الأصول المادية الملموسة,
ولذا من المفضل أن تقوم حكومات البلدان العربية بالاستثمار على نطاق واسع في مجالات الصناعة المعرفية والبنية التحتية وإعادة تنظيم المؤسسات الحكومية وفقا ٍللمتغيرات العالمية الراهنة, ويعد ذلك شرطا أساسيا لزيادة الطلب على تطبيقات تقنية المعلوماتية وبالتالي لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات التقنية المتقدمة .

المحور الثاني: تهيئه البنية التحتية للاتصالات وتقنيه المعلومات المعتمدة على تقنيات النانو :
إن الإطار الذي يدعم الجهود المبذولة من الدول العربية كاساس لما تصل إليه من نتائج يتطلب الإعداد المسبق وتهيئه البنية التحتية اللازمة للاتصالات وتقنية المعلومات مع وضع آلية لاستمرار تدفق الاستثمارات العامة والخاصة لتحديث تلك البنية وخاصة شبكات الاتصالات و تخفيض تكلفة الاستخدام في نقل المعلومات , الأمر الذي يتطلب وضع خطط لرفع معدل انتشار خطوط الهاتف مع التوسع في استخدام تقنيات الشبكة الذكية وتسهيلات الخدمات التليفونية وخاصة خدمات الهواتف الخلوية (المحمول) والهواتف عبر الأقمار الصناعية مع زيادة استخدامات خدمات شبكة الإنترنت و الخدمات الإلكترونية الأخرى إضافة إلى إصلاح وإعادة هيكله المراكز التكنولوجية العربية وربطها من خلال تعاون بحثى وتقنى تكاملى من خلال قاعدة بيانات عربية تعتمد على قاعدة المعلومات الصناعية العربية ( اعرفونت).

المحور الثالث: تنمية الموارد البشرية:
الاستثمار في الموارد البشرية العلمية العربية من أهم الركائز لتحقيق التقدم والانطلاقة التقنية ويشمل ذلك التعليم والتدريب والبحث العلمى وصقل المهارات التي يحتاجها الإنتاج والتصدير والتسويق للمنتجات و الخدمات المعتمدة على تقنيات النانو.
وتمثل القوى البشرية المدربة أهم العوامل في بدء استراتيجية المعرفة التقنية واستمرارها وذلك بما تمثله هذه القوى من طاقات منتجة ومستخدمة للتقنيات المتقدمة والمعلومات. ومن ثم فإن إعداد وتنفيذ خطط مكثفة وعاجلة للتنمية البشرية في التعليم والتأهيل والتدريب المستمرعلى التقنيات المتقدمة يعد أساسًا لا غنى عنه لإنجاح عملية التنفيذ لهذه الاستراتيجية.

المحور الرابع: توسيع قاعدة قطاع أعمال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات:
ويقع عبء تنفيذ هذا المحور أساسًا على أسهامات القطاع الخاص من خلال الشركات الجديدة المنشأة , وحجم إنتاج هذه الشركات ومدى جودة منتجاتها وقدرتها التنافسية في الأسواق العالمية وكذلك حجم العمالة الجديدة التي توفرها هذه الشركات، مع الأخذ فى الحسبان أنه لا يجب أن يقتصر هذا الأمر على الشركات الصغيرة والمتوسطة ولكن يجب إنشاء شركات عملاقة مثل شركة لإدارة مناطق الصناعات التقنية أو شركة لتسويق البرمجيات العربية والمنتجات النانوية وخدمات شركات البرمجة بغرض التصدير وكذلك شركة للتسويق الخارجي للمنتجات التقنية الأخرى.
وهنا لا بد من التأكيد على أهميه الدور الحكومي لدعم لتوسيع قطاع تقنية المعلومات وذلك من خلال تقديم دعم وتسهيلات مباشرة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطية ومن خلال الدخول كشريك مع القطاع الخاص في إنشاء شركات عملاقة متخصصة بتقنية المعلوماتية والمعرفة.
وحتى يمكن نقل واستيعاب التقنيات الحديثة والمتطورة وكذلك تطبيق قواعد الجودة العالمية في الأداء فيجب على القطاع الخاص تشجيع الاستثمارات الأجنبية بمد الجسور مع الشركات دولية النشاط إذ أن التحالفات العالمية سواء مع دول بعينها أو مع شركات عملاقة يمثل أحد الوسائل المقبولة والمسلم بها لتوطين التقنية و للاندماج التقني مع بقية العالم ويجب الاستفادة بالعلاقات العربية المتميزة مع بعض الدول المتقدمة فى تطبيقات النانو لتحقيق ذلك الأمر الذي يتطلب مشاركة بعض المتخصصين لتوفير المعرفة اللازمة للمفاوض العربي بأبعاد صناعات تكنولوجيا النانو واحتياجاتها حتى يمكن إدراج الأنشطة التقنية ضمن الاتفاقيات الثنائية والمتعددة مع هذه الدول المتقدمة.

المحور الخامس: تنمية الأسواق المحلية و أسواق التصدير:
إن تنشيط أسواق التصدير لمنتجات الصناعات المعرفية يحتاج إلى قاعدة قوية تتمثل في وجود أسواق محلية نشطة لهذه المنتجات. وهنا يجب الاعتراف بأن آليات السوق وحدها لا تكفى كبيئة ملائمة لتنشئة هذه الصناعات المعرفية وتنميتها ما لم يتم التأثير على هذه الآليات وتوجيهها بوعي وإدراك.
لذا فمن الدروس المستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال كالولايات المتحدة المريكية واليابان والمملكة المتحدة والسويد واسرائيل والتى وصل دور الصناعات المعرفية فى عملية النمو والاستثمار وتحديث الصناعة ما بين 50% -60% من مدخلات كافة النواتج الصناعية والتكنولوجية.
فقد ازدادت الصناعات المبنية على المعلومات فى معظم الدول المتقدمة إلى مجمل الصناعة وتراوحت هذه الزيادة لتصل إلى 37% فى اليابان 39% فى الولايات المتحدة و43% فى إيرلندا و32% فى المملكة المتحدة ، وذلك من خلال قيام الحكومات بدور أساسي لتبنى مشاريع تقنية متطورة تقوم بتنشيط الأسوق المحلية لهذه المنتجات شريطة أن تكون لها قيمة كبيرة في تحسين أداء مؤسسات الدولة علاوة على ما سيكون لهذه المشروعات من تأثير فعال في نشر الوعي التقني للمجتمع العربي ككل أي أن دخول الحكومات كموجه ومشترى للتقنيات المتطورة والمنتجة محليًا أمر ضرورى لبدء عملية تنمية هذه الصناعات. ولعل من الأمثلة الواضحة على هذا أن تقوم الحكومة بتبني مشروعات للتعليم والصحة وتطوير الأداء الحكومي باستخدام تكنولوجيا النانو.(13)
أما تنشيط سوق التصدير الخارجي فيقع عبئه الأول على القطاع الخاص وذلك عن طريق تكوين شركات تسويق عملاقة والاشتراك في المعارض والأسواق الدولية وعقد الصفقات نيابة عن الشركات المنتجة وغير ذلك من الأنشطة لفتح أسواق جديدة.



المحور السادس: توسيع مجالات البحث التطبيقي والتطوير ونقل التقنية:
من أهم عناصر التقنية المعلوماتية هو دعم حركة البحث التطبيقي ونقل التقنية إلي البلدان العربية, ولا يمكن لهذه الإستراتيجية أن تحقق النجاح المأمول دون تنشيط ودعم الإنتاج الفكري العربية مع تشجيع الابتكار والأفكار الجديدة والحاضنات التكنولوجية في إطار يدعم الأفكار الجديدة , وفى ضوء ما تشهده تقنيات النانو من تطور هائل على المستوى العالمى وتنامى الاهتمام العربى بالبحث والتطوير فى هذا المجال الحيوى والذى يعد قاطرة البحث العلمى والتطوير فإن بناء قاعدة صناعية عربية قائمة على تكنولوجيا (تقنيات ) النانو، سوف يؤدى إلى نهوض وتقدم الصناعات العربية ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة للاقتصادات العربية.


المصدر:
Saad Bakry, industry development in the knowledge society, 2009 (14) , بتصرف





سابعاً: النتائج والتوصيات :
يتبين من الدراسة الحالية أن بناء استراتيجية للاقتصاد المعرفى من الأهمية بمكان للاقتصادات العربية من خلال التطوير المستمر للصناعات العربية - وبخاصة المعرفية - وذلك لكونها قاطرة التنمية الصناعية فى القرن الحادى والعشرين.
فقد تبين أن استراتيجية الصناعات المعرفية تقوم على مجموعة من العلاقات السببية والدائرية ذات مستويات من التنمية تمثلت فى تصنيف المشاركة المعرفية من خلال تخصص القطاعات الصناعية الذى يؤدى الى تحقيق الاستفادة المعرفية ، ومن ثم الدعم المعرفى (من خلال الاختراعات والتكامل المعرفى) وصولاً الى تحقيق التنمية الصناعية.
وفى هذا الاطار فقد تبين أن محاور هذه الاستراتيجية تقوم على مجموعة من الآليات المتمثلة فى الكوادر البشرية والمنظمات والأداء والأطر المرجعية والقواعد والاجراءات والبيئة والتكنولوجي وصولاً إلى تحقيق التنمية المستدامة.

وقد خلص البحث إلى مجموعة من التوصيات يمكن عرضها من خلال النقاط التالية:

1- تنمية فرص الاستثمار فى مراكز البحث والتطوير المشتركة بين القطاعين الحكومى والخاص ، والجامعات والمعاهد المنتجة أو المرتبطة بالاقتصاد، وحدائق ومدن وحاضنات ومراكز التكنولوجيا, وأقسام البحوث والتطوير داخل الشركات، والمكاتب الاستشارية، والمختبرات وشركات الخدمات التكنولوجية والمواصفات والمقاييس ، ومكاتب براءات الاختراع ، والخبراء.

2- تبنى وصياغة أطر وسياسات وتشريعات حماية ضد احتكار التكنولوجيا , وقوانين ضمان نقل التكنولوجيا في عقود الاستثمار وتحسين القدرات التفاوضية في نقل وتوطين التكنولوجيا .

3- تحفيز البحث والتطوير لدى القطاع الخاص وتدعيمه في القطاع الحكومى ، وتبني سياسات عربية تحسن الوضع التفاوضي العربي لنقل التكنولوجيا من خلال شهادة منشأ واحدة للدول العربية جميعاً , وسياسات ضد الاحتكار التكنولوجي , وتنمية نخبة تكنولوجية وطنية.

4- العمل على الاستفادة من القواعد التكنولوجية العربية المتخصصة فى تكنولوجيا النانو مع الاستفادة فى بناءها من الخبرات البشرية العربية فى المهجر، وذلك مع الأخذ في الاعتبار التكامل المعرفى لكل صناعة في كل بلد عربي ، وبالتالى تنمية الكوادر البشرية من خلال برامج نظم الخبرة والتكنولوجيا وبخاصة للدول المتقدمة.







ثامناً: المراجـع
1- حسانة محيى الدين ، اقتصاد المعرفة في مجتمع المعلومات ، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ،
مجلد 9 ، عدد 2 ، الرياض 2004 ، ص ص: 1- 3.
- التقرير العالمى للتكنولوجيا 2000 Us national Science Board -
- الأمم المتحدة / تقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ، مبادرات بناء القدرات التكنولوجية ،
الأسكوا ، بيروت ، الجمهورية اللبنانية ، 2003 ، ص ص: 1-2.
2- تقرير المعرفة العربى " نحو تواصل معرفى منتج ", برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد المكتوم ، دبى ، دولة الإمارات العربية المتحدة ، 2009 ، ص ص: 89- 96.
3- عبد القادر شاشي ، اقتصاد المعرفة في البلدان الإسلامية ، 2008
Http_islamiccenter.kaau.edu.sa_arabic_Hewar_Arbeaa_abs_232_A-Chachi
4- خالد مصطفى قاسم ، دور آليات التجارة الإلكترونية في تفعيل التجارة العربية البينية ، " ندوة تشريعات التجارة الإلكترونية ودورها في دعم وتنمية الصناعة العربية " ، المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ، البنك الإسلامي للتنمية ، وزارة التجارة والصناعات التقليدية التونسية ، تونس ، 19-21 أبريل 2006.
5 -Stehr N, 1996, Knowledge as a Capacity for Action, Presented to OECD
Conference on "New S&T Indicators for the Knowledge-Based Economy",
Paris.
6- Drucker P, 1968, The Age of Discontinuity, Harper and Row, NY.
7- Romer P, 1990, Endogenous Technological Change, Journal of Political
Economy, Vol. 98, No.5, pp. 71-102.
8- رحاب الصواف ، فكر التقنيات متناهية الصغر، منتدى الفكر لعلوم الربوت ، الأربعاء 19 إبريل 2006 www.nano-tek.org
9- خالد مصطفى قاسم ، " جدوى استخدام تكنولوجيا النانو فى تطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية" ، مجلة افاق جديدة للدراسات التجارية , كلية التجارة, جامعة المنوفية ,السنة 22 العدد الأول& الثانى , يناير, أبريل 2010. ، ص ص: 8-9.


10- قاعدة بيانات المعرفة من اجل التنمية – البنك الدولى 2009
Knowledge for development Database, World Bank,
WWW.Worldbank.org/Kam
11- محمد مرياتى ، الاقتصاد الجديد: الاقتصاد المبني على المعرفة" تأثير الاستثمار في المعرفة على النمو ومردوديته على الإنتاجية والتنافسية في اقتصاد الدول العربية"، المؤتمر الأول للجمعية الاقتصادية العمانية بالتعاون مع الإسكوا وجامعة السلطان قابوس وغرفة تجارة وصناعة عمان مسقط 2-3 أكتوبر2005.
----------, اقتصاد المعرفة " تكنولوجيا المعلومات والتعريب "، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ، الأسكوا ، بيروت ، الجمهورية اللبنانية ، سنة النشر غير محددة.
12- وثيقة إعلان الاستراتيجية العربية لمجتمع الاتصالات وتقنية المعلومات ، المؤتمر العربى الثانى للمعلومات الصناعية والشبكات ، تونس ، 23-25 مايو 2005. ص ص: 4- 7.
- www.aicto.org/fileadmin/user_upload/docs/arabic_stratgy.doc
- www.azuhairi.jeeran.com/files/81970.doc
13- www.arabcin.net/arabiaall/studies/dawr.htm
www.alrassge.gov.sa
14- Saad Bakry, (2009) industry development in the knowledge society, 4th Arab
conference on industrial information &networks, Dec. 20-22, Riyadh.

الاثنين، 23 مايو 2011

رؤية حول دور تطبيقات النانو تكنولوجى

المنظمـة العربيــة
للتنمية الصناعية والتعديـن






الاجتماع التنسيقى حول البرنامج التنفيدى للمبادرة العربية لتطبيق علوم وتقنيات النانو


" رؤية حول دور تطبيقات النانو تكنولوجى
فى تحقيق التنمية المستدامة للقطاعات الصناعية العربية "



أ.د  خالـد مصطفـى قاسـم
أستاذ الاقتصاد التطبيقى
كلية الإدارة والتكنولوجيا
الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى- الإسكندرية
جامعـة الدول العربيـة
القاهرة 12-13 يناير 2011
kassmo@aast.edu
يمثل النانو تكنولوجي أحد إبداعات مرحلة ما بعد الصناعة، حيث اعتمدت مرحلة الصناعة على فلسفة الإنتاج الكبير المبني على المعرفة، بينما الموجة الصناعية الجديدة تعتمد على الإبداع العلمي وإنتاج المعرفة نفسها للوصول إلى سلع وخدمات ذات أثر بيئي مقبول من جانب المُشرع والمُصنع والمستهلك العربى.


أولاً: الرؤية:
النانو تكنولوجى هو السبيل إلى عصر المعرفة
ثانياً: الرسالة:
المبادرة ركيزة تطوّر من خلالها الحكومات، والجامعات، ومراكز البحوث والتطوير، والصناعة العربية برامج تقنية النانو مما يمكـن العلماء العرب من إخراج علوم وتقنية النانو بدرجة عالمية.


ثالثاً: الأهداف:
1- نشر ثقافة عصر المعرفة والابتكار والارتقاء بمستوى بحوث علوم وتقنيات النانو إلى المستوى العالمي.
2- تسهيل ترجمة نتائج أبحاث النانو إلى منتجات وخدمات، وتطويع الطاقات الكامنة بها لخدمة أهداف ومجالات التنمية المستدامة في العالم العربي.
3- تنمية شبكة الأرنانو لبحوث وتقنيات النانو تضم المنظمات والجمعيات العلمية، والجامعات، ومراكز البحوث والتطوير والأكاديميين العرب، تقوم بتجميع وحصر جميع البحوث المتعلقة بعلوم النانو محليا وعالميا. وكذلك إقامة شراكات مع المؤسسات ذات الصلة من خلال إنشاء شركة عربية( نانوأيدمو) لتسويق خدمات وبراءات أختراع النانو الى القطاع الصناعى العربى .
4- إدخال تعليم تقنية وتطبيقات النانو والتدريب عليها في المدارس والجامعات، وتوفير أدوات البحوث والإمكانيات التي تحتاجها، وتيسير الوصول إليها واستخدامها، واعتماد مواصفات الغرف النظيفة للنانو.
5- إنشاء مراكز للإبداع والتطويرتهتم برصد وتحليل التحديات الاجتماعية، وتشجيع الاستثمار في البحوث التي تعمل على فهم وتوضيح المخاطر التي تحملها تقنية النانو على الصحة والبيئة - إن وجدت- ووضع المواصفات والمقاييس والاختبارات والمعايير الوقائية المتعلقة بها.
6- تشجيع العمل على ابتكار واستخدام تكنولوجيا النانو كمدخل للإنتاج الأنظف فى الصناعة العربية وبخاصة الصناعات التنافسية وتسويق المنتجات صديقة البيئة فى الأسواق المحلية والعالمية.
7- حث صناع القرارعلى إدخال تطبيقات النانو تكنولوجى كعنصر طبيعى ومتكامل، وليست كعبء فى سياساتهم وخططهم والترويج للأساليب والوسائل الجديدة المعتمدة فى العالم المتقدم لتقييم القيمة المضافة ضمن المؤسسات المالية والحكومية والصناعية.
8- قيام مراكز التميز الإقليمية بالعمل على تثقيف المنظمات والمشروعات الصناعية العربية بتكنولوجيا النانو، وتقديم وتبسيط المعلومات التقنية والفنية المتعلقة بتطبيقات النانو و الإنتاج الأنظف وترجمتها إلى لغة اقتصادية وقانونية تساعد المؤسسات على تقييم هذه المشروعات بالقدر العلمي الملائم.
9- العمل على الاستفادة من القواعد التكنولوجية العربية المتخصصة فى تكنولوجيا النانو مع الاستفادة فى بناءها من الخبرات البشرية العربية فى المهجر، وذلك مع الأخذ في الاعتبار التكامل المعرفى لكل صناعة في كل بلد عربي، وبالتالى تنمية الكوادر البشرية من خلال برامج نظم الخبرة والتكنولوجيا وبخاصة للدول المتقدمة.
10- إنشاء الحاضنات الصناعية كعامل مهم للتحول الصناعي والاقتصادي لهذه التقنية، وحث القطاعات الصناعية على إنشاء مختبرات خاصة بتقنية النانو لمساندة التجهيزات المركزية المتوافرة في العالم العربى.










رابعاً: فرص استخدام تطبيقات تكنولوجيا النانو فى القطاعات الصناعية العربية:
يمكن القول أن تكنولوجيا النانو لها دور فعال في القطاع الصناعي، وذلك نظراً لكونها من التقنيات التمكينية فى تحقيق أهداف استراتيجية التنمية الصناعية بالعالم.
ففى ضوء التوجهات العالمية الرئيسية للتنمية المستدامة المتمثلة في " مكافحة نقص الغذاء، نقص المياه، والتحكم فى الانبعاثات والطاقة، واستخدام الحاسبات، والطاقة البديلة، وإدارة أسلوب الحياة، وازدهار الصحة، وتقييم الأثر البيئي للمشروعات" تأتي تكنولوجيا النانو كأحد أضلاع مثلث التقنيات التمكينية (تكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات) لتحقيق التنمية المستدامة.(1)
ويتم ذلك من خلال تطبيق تكنولوجيا النانو فى مجالات صناعية مثل " الكيماويات والمواد المتقدمة، والإلكترونيات والآليات المتطورة، والصناعات الغذائية، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، والوقود البديل، ومجالات تنقية وتحلية المياة " حيث يتم استخدام الطاقة الشمسية ( الخلايا الكهروضوئية)، وصناعات التكرير (المحفزات)، وطاقة الأمواج (طلاء مقاوم للتلوث)، والطاقة النووية (مواد مقاومة للإشعاع)، وطاقة الرياح (تخفيف وزن أذرعة المراوح وزيادة قوتها).(2)
بالإضافة إلى ما سبق تساهم تقنيات النانو في ابتكار صناعات جديدة من ألياف نانونية أدق من خيوط العنكبوت وأقوى كمعادن ولكن أخف وزناً من البلاستيك، ومواد بلاستيكية موصلة للكهرباء، ومواد تتصف بكونها مبرمجة تغير لونها ودرجة شفافيتهاعند الطلب وتلقائية التنظيف والإصلاح وحاملات لإيصال الدواء، ومن ثم فتقنيات النانو متعددة التطبيقات في عديد من المجالات.(3)














شكل توضيحي رقم (1)
النانو متعدد التخصصات




وبالرغم من تعدد أدوات وطرق إنتاج وابتكار المواد النانونية بمختلف فئاتها وجودتها وسرعتها، كذا تكلفتها، إلا أنه يمكن عرض هذه الطرق من خلال منهجين:(4)
الأول: تصغير حبيبات المادة والنزول بمقاييس أبعادها من أعلى لأسفل Top –Down Approach
الثانى: تجميع ذرات وجزيئات المادة إلى الصعود بمقاييس الأبعاد من القاع إلى القمة
Bottom –Up Approach






ويتمتع كلا الأسلوبين بعدد من المزايا الخاصة- كذا بعض القصور- الأمر الذى لا يمكن معه اتباع أسلوب دون الآخر، لذا يوجد عدة طرق فرعية لإنتاج المواد النانونية على المستوى الصناعى من خلال الأسلوبين وهى:
- طريقة الطحن الميكانكى Mechanical Milling
- طريقة ترسيب الأبخرة الكيميائية Chemical vapor deposition (CVD)
- طريقة تكثيف الذرات او الجزيئات Atomic or Nolecular condenstion
- طريقة الترسيب الكهربائى Electro deposition
- طريقة الهلام– الغروانى Sol-gel (5)


واستخدام تقنيات النانو فى تطوير ثانى أوكسيد التيتانيوم المتناهي فى الصغر للتطبيقات والابتكارات- أى الجمع بين قدرات البحث والتطوير فى مجالات كيمياء الجسيمات والمعالجة السطحية- فى تطوير حفازات لاستخدام الصناعات البتروكيميائية والألكترونيات فى الأصباغ ذات خاصية الحفز الضوئى فى مجالات الدهانات المعمارية والبنية التحتية للنقل وتنقية الهواء ومستلزمات البناء كالسيراميك والزجاج ذات التنظيف الذاتى وتنقية المياه. كذا استخدام الحفازات للتخلص من أكاسيد النيتروجين فى محركات توليد الطاقة عام 1985، ومركبات الديزل البحرية بحلول عام 2015، ومركبات الديزل للسكك الحديدية عام 2014، ومركبات الديزل لمعدات الطرق العملاقة عام 2014.


وبالتجربة الفعلية لاستخدام الطلاء المُنتج بواسطة شركة كريستال العالمية، والذى يحتوى على ثاني أكسيد التيتانيوم متناهى الصغر (على مساحة تتجاوز300 م2 فى إحدى المواقع فى كلية سانت مارتينز فى لندن) كان فعالا فى خفض التلوث لقدرته على تحفيز التفاعلات الضوئية لتحويل أكاسيد النيتروجين الضارة إلى النترات. (6)










إن المواد النانونية تستخدم حالياً كتقنيات فى مجالات الطاقة والإلكترونيات والكيمياء العضوية وتخزين المعلومات والتركيبات البيئية والمنسوجات وأدوات وأحبار الطباعة والمنتجات الغذائية وصناعة هياكل السيارات والمحركات ومستحضرات التجميل والأدوات المنزلية ومواد ومستلزمات البناء والتعبئة والتغليف والمكملات الغذائية ووقود السيارات لتحسين كفاءته وتقليل معدلات استهلاكه وغيرها من التطبيقات النظيفة.


وفى هذا الإطار، هناك توقعات بزيادة حجم الإيرادات بحلول عام 2015م تبلغ أكثر من 1 تريليون دولار على مستوى العالم موزعة كالتالي:(7)


الصناعة قيمة الإيرادات بالبليون %
المواد 340 31%
الألكترونيات 300 28%
الفضاء 70 6%
الدواء 180 17%
الكيماويات 100 9%
الأدوات 20 2%
الرعاية الصحية 30 3%
الاستدامة 45 4%
المجموع 1085 100 %




وهو ما يمكن تمثيله بالشكل التالي:
شكل توضيحي رقم (2)
تزايد إيرادات بعض الصناعات على مستوى العالم






















الأمرالذى يعكس تنامى دور تقنيات النانو خلال العشر سنوات القادمة من خلال ثلاث محاور استراتيجية تتمثل فى:(8)
- تحسين المنتجات فى أسواق جديدة.
- تحسين المنتجات ومنتجات جديدة فى الأسواق الحالية.
- منتجات جديدة فى أسواق جديدة .
وهذا مايوضحه الشكل التالى:












شكل توضيحي رقم (3)
محاور تنامي دور تقنيات النانو خلال العشر سنوات القادمة








وحيث أن الصناعات المذكورة تمثل تكنولوجيات القرن الواحد والعشرين، فإن هذا يظهر حتمية الاهتمام بالصناعات المعرفية، وفى مقدمتها صناعات تكنولوجيا المواد الجديدة (النانو تكنولوجى).






المراجع:
1. زين بن يمانى، تقنية النانو وصناعة الطاقة ضمن اطار الاستراتيجية الوطنية للصناعة، المؤتمر العربى حول الآثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ووزارة التعليم العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية، الظهران، 27-29 مارس2010، ص 24.
2. يمكن الرجوع إلى:
Zbignew Strachurski,The development of nanotechnology in Australia
المؤتمرالعربى حول الأثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ووزارة التعليم العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية،
الظهران، 27-29 مارس2010 ، ص ص 24-26.
3. زين بن يمانى، المرجع السابق، ص27.
4. لمزيد من التفاصيل في هذا الشأن، انظر:
Munir H.Nafeh, The status of technology and nanotechnology impact in the Arab world
المؤتمر العربى حول الآثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ووزارة التعليم العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية، الظهران، 27-29 مارس، 2010، ص20.
5. محمد شريف الاسكندرانى، تكنولوجيا النانو من اجل غد أفضل، سلسلة عالم المعرفة، عدد 374، الكويت، ابريل 2010، ص ص 85- 88.
6. نفس المرجع السابق، ص ص90- 132.
7. مؤيد القرطاس، انجازات تقنية المواد المتناهية الصغر: امثلة من صناعة ثاني أاكسيد التيتانيوم، المؤتمر العربى حول الأثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ووزارة التعليم العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية، الظهران، 27-29 مارس2010، ص ص 13- 18.




8. انظر:
Mamoun Muhammed, Potential impact of nanotechnology on industrial development
المؤتمر العربى حول الآثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ووزارة التعليم العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية، الظهران، 27-29 مارس2010، ص ص22-24.
9. انظر:
Mamoun Muhammed, Ipid ,Page 30.




الخميس، 19 مايو 2011

استراتيجية الإنتاج الأنظف من منظور تقنيات النانو كمدخل لتفعيل التنمية المستدامة فى الصناعة العربية


المنظمة العربية للتنمية الصناعية وزارة الطاقة والصناعة فى
والتعدين قطر
مجموعة الاقتصاد والأعمال الغرفة التجارية والصناعية

المنتدى الصناعى العربى الدولى

استراتيجية الإنتاج الأنظف من منظور تقنيات النانو كمدخل لتفعيل التنمية المستدامة فى الصناعة العربية

د.خالد مصطفى قاسم*
أستاذ الاقتصاد التطبيقى
كلية الأدارة والتكنولوجيا
الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى- الأسكندرية
جامعة الدول العربية

الدوحة 25-28 مايو 2010


*kassmo@aast.edu
الملخص
إن استراتيجية الإنتاج الأنظف تعد من أحدث ما توصل إليه الفكر البيئي في العقدين الأخيرين، وتمتد هذه الاستراتيجية من خفض استهلاك الموارد البيئية خفضاً ملموساً، إلى تجنب استخدام مواد خطرة عالية السمية أو ضارة بالبيئة ما أمكن ذلك، ورفع كفاءة تصميم المنتجات وطرق إنتاجها لتحقيق هذين الهدفين ، ثم الحد من الانبعاثات والتصريفات والمخلفات أثناء عملية الإنتاج وتدوير المخلفات، ولقد أحدثت تكنولوجيا النانو تقدم هائل في تكنولوجيا الإنتاج الأنظف ممثلة في تخفيض النفايات الصناعية ومن ثم التخلص من التلوث الصناعى وتحسين كفاءة استخدام الموارد الاقتصادية المتاحة حتى تصل إلى حد النظر في منظومة القيم الاجتماعية التي نشأ عنها الطلب على المنتجات أو الخدمات , ومن هذا المنطلق عمل البحث على دراسة ما تتعرض له الصناعة بوجه عام والصناعة فى الدول النامية ومن بينها الصناعة العربية بوجه خاص من كونها حجر عثرة فى سبيل تحقيق التنمية المستدامة الأمر الذى يتطلب حتمية الوقوف على استراتيجية الإنتاج الأنظف باستخدام تكنولوجيا النانو من خلال تبنى مفهوم الإنتاج الأنظف بديلاً أمثل للحل التقليدى لتجنب الملوثات البيئية الناتجة عن المصانع , وفى هذا الأطار هناك عاملان رئيسيان يمثلان ميزة لكثير من الدول النامية ومنها الدول العربية , الأول هو أن كثير من الأصول الصناعية فى هذه الدول ذات تقنيات تقليدية قديمة ، وتمثل عملية إستبدالها أو تحديثها فرصة لتبني أساليب الإنتاج الأنظف ,و الثاني أن هذا التحديث يتم فى الوقت الذى تم فيه بالفعل خطوات ملموسة فى مفاهيم الإنتاج الأنظف والتطوير العملى لتكنولوجيا النانو فى الدول الأكثر تقدماً والنامية ومن بينها الدول العربية بالقدر الذى يُمكن من المساهمة فى تطوير مستوى الأداء للصناعة العربية بما يواكب التطور الجارى على المستوى العالمى وذلك بالانتشار الواسع والمتسارع لتطبيق منهج الإنتاج الأنظف فى الصناعات المختلفة (التحويلية والاستخراجية) ومن ثم تحقيق الهدفين القوميين الخاصين بتحديث الصناعة من جانب والتنمية المستدامة من جانب أخر.



المـوضـــوع الصفحة
الملخص i
1. المقدمة 1
2 . مشكلة البحث 2
3. أهمية البحث 2
4. هدف البحث 3
5. الإطار المنهجى للبحث 3
5-1 المبحث الأول: الانتاج الأنظف 3
5-1-1 مفهوم الإنتاج الأنظف: 4
5-1-2 الإنتاج الأنظف مقارنة بالطرق المطبقة عند نهاية الأنبوب: 6
5-1-3 أهـداف الإنتاج الأنظف: 7
5-1-4 تطبيقات الانتاج الأنظف: 8
5-1-5 آليات تطبيق الانتاج الأنظف: 9
5-2 المبحث الثانى: تطبيقات الإنتاج الأنظف باستخدام تكنولوجيا النانو فى القطاعات الصناعية. 11
5-3 معـوقات التوسع فى تطبيق الإنتاج الأنظف فى الصناعة العربية 15
5-3-1 المعوقات المعلوماتية 16
5-3-2 معوقات التوجهات: 17
5-3-3 المعوقات المالية: 18
5-3-4 المعوقات الفنية: 20
6. النتائج والتوصيات 20
7. مراجع البحث 22


1- مقدمة البحث :
فى ظل العولمة المعاصرة تحتل التنمية المستدامة المرتبة الأولى بالاهتمام من جانب الدول والحكومات والأفراد نظرًا لانعكاساتها على صحة الإنسان وسلامته وصارت درجة نظافة البيئة أو تلوثها من مقاييس التنمية الأنسانية التى اعتمدتها الأمم المتحدة لقياس رفاهية الإنسان فى دول العالم أجمع.
وفى تسعينات القرن الماضى ظهر مصطلح التنمية المستدامة وهى التنمية التى تأخذ بالحسبان حماية موارد البيئة ومنع التلوث واستخدام المصادر المتوفرة حاليًا بطريقة لا تؤثر على احتياجات الأجيال القادمة وبدأت الأصوات ترتفع منادية بتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة وتطالب بدمج الاعتبارات البيئية فى الأنشطة الاقتصادية و المواءمة بين التنمية وحماية البيئة وصياغة استراتيجيات وقائية لمشاريع التنمية ولذلك بدأ العالم يستعد لاستقبال مفهوم جديد فى حماية البيئة وهو ما يُعرف بـ (الإنتاج الأنظف) وهذا المفهوم كغيره من الاستراتيجيات الوقائية الأخرى مثل: الكفاءة الاقتصادية والإنتاجية الخضراء ومنع التلوث وخفض النفايات , فهو يعتمد أساسًا على استبعاد التلوث قبل حدوثه بدلاً من اللجوء إلى معالجته عند نهاية الإنتاج , أى استخدام الأساليب الوقائية والتركيز على المنتجات والعمليات الانتاجية.(1)
إن تكنولوجيا الإنتاج الأنظف تعد من أحدث ما توصل إليه الفكر البيئ فى العقدين الأخيرين وتمتد استراتيچية الإنتاج الأنظف من خفض استهلاك الموارد البيئية خفضًا ملموسًا إلى تجنب استخدام مواد خطرة (عالية السمية أو ضارة بالبيئة) ما أمكن ذلك ورفع كفاءة تصميم المنتجات وطرق إنتاجها لتحقيق هذين الهدفين ثم الحد من الانبعاثات والتأثيرت البيئية أثناء عمليات الإنتاج وتدوير النفايات حتى تصل إلى حد النظر فى منظومة القيم الإجتماعية التى نشأ عنها الطلب على المنتجات أو الخدمات ومحاولة تعديلها للحد من الاستهلاك المهدر للموارد الاقتصادية والضار بالبيئة , وتعد تكنولوجيا النانو هى أحد إبداعات مرحلة ما بعد الصناعة، حيث اعتمدت مرحلة الصناعة على فلسفة الإنتاج الضخم المبني على المعرفة، بينما المرحلة الصناعية الجديدة تعتمد على الإبداع العلمي وإنتاج المعرفة ذاتها، ولقد أحدثت تكنولوجيا النانو تقدم هائل في تكنولوجيا الإنتاج الأنظف ممثلة في تخفيض النفايات الصناعية ومن ثم التخلص من التلوث الصناعي وتحسين كفاءة استخدام الموارد الاقتصادية المتاحة , كذا العمل على إنتاج منتجات بلاستيكية وزيتية نانونية مقاومة للحرارة.
وحديثًا صار الانتاج الأنظف من أهم المتطلبات البيئية الواجب تطبيقها لدى القطاعات الاقتصادية فى كل المجالات الصناعية ( التحويلية والاستخراجية ) , والزراعية , والخدمات كما يُعد من الخيارات المثلى لإدارة مشكلة التلوث والانبعاثات فى ظل إرتفاع تكاليف الإدارة البيئية وتصاعد الاهتمام العالمى بالبيئة وصولاً الى تحقيق التنمية المستدامة.
2- مشكلة البحث:
لقد أدى ازدياد عدد السكان وارتفاع مستوى المعيشة والتقدم الصناعي والزراعي وعدم إتباع الطرق الملائمة في جمع ونقل ومعالجة النفايات الى ازدياد كميتها بشكل هائل وبالتالي تلوث عناصر البيئة من أرض وماء وهواء واستنزاف المصادر الطبيعية في مناطق عديدة من العالم ومن هنا ظهرت حتمية انتهاج استراتيجية الإنتاج الأنظف من خلال تكنولوجيا تعتمد على مواد جديدة ذات استخدامات نانونية متنوعة تجنب تدفق ذلك القدر الهائل من النفايات ( السائلة و والصلبة و الغازية ) وهذا الأمر يتطلب العديد من المقومات البشرية والتنظيمية والأدارية القادرة على التعاطى مع تكنولوجيا الإنتاج الأنظف على مستوى جانب العرض من (اختيار المواد الأولية أو العمليات الإنتاجية أو المنتجات النهائية ) أو على مستوى جانب الطلب حيث العلم التام من جانب المستهلكين بالقدر الذى يعظم من استخدامهم لمختلف السلع والخدمات .
وتواجه مسألة تطبيق الإدارة السليمة والمتكاملة للنفايات في الوطن العربي بشكل عام تحديات وعوائق على الاصعدة الفنية والمالية والإدارية. وماعدا بعض البلدان القليلة في المنطقة العربية فإن ما يزيد المشكلة صعوبة هو عدم وجود بيانات معلوماتية أو احصائية دقيقة أو عمليات تقييم موثقة عن كميات هذه النفايات التي تنتج في هذه الدول بقطاعاتها المختلفة.
3- أهمية البحث
تكمن أهمية البحث فى الوقوف على استراتيجية لتكنولوجيا الإنتاج الأنظف تقوم على تقنيات النانو و تساهم فى علاج المشكلات المزمنة التى تعاني منها المجتمعات العربية والعالم أجمع من التلوث و الانبعاثات الحرارية و الغازية من القطاعات الصناعية المختلفة كما يُعد من الخيارات المُثلى فى ظل ارتفاع تكاليف الإدارة البيئية وتصاعد الاهتمام العالمى بالبيئة.
فمنذ فترة ليست بالقليلة كانت المصانع تتخلص من النفايات الصلبة والسائلة والانبعاثات الغازية بألقائها خارج المصنع وبذلك يحل المصنع مشكلته وقد كان هذا الحل هو المتبع فى العالم بأسره حتى أواخر الستينات وأوائل السبعينات حتى فوجئنا باختلال بيئى ( أنهار تموت وغابات تحتضر وموارد مائية تشوه أحيائها المائية ومحصولاتها يقل عطاءها) , وقبل كل شئ أناس وبالأخص أطفال يصابون بأمراض شتى لم يكن ليصابوا بها إذا ظل التوازن البيئى كما كان بدون التدهور الذى نتج عن التلوث .
4- هدف البحث :
يتمثل هدف البحث في الوقوف على استراتيجية للإنتاج الأنظف من منظور تكنولوجيا النانو كمدخل لتفعيل التنمية المستدامة فى الصناعة العربية.
5- الإطار المنهجى للبحث:
فى سبيل الوصول لهدف البحث تم تحديد الاطار المنهجى للبحث من هيكل يتناول النقط التالية:
5-1 المبحث الأول: الانتاج الأنظف (مفهومه – أهدافه – تطبيقاته – خطوات وآليات التطبيق).
5-2 المبحث الثانى: تطبيقات الإنتاج الأنظف باستخدام تكنولوجيا النانو فى القطاعات الصناعية.
5-3 المبحث الثالث: معوقات الإنتاج الأنظف فى الدول العربية .
5-1 المبحث الأول: الانتاج الأنظف :
يعتبر الإنتاج الأنظف أحد المقومات الهامة فى الدول الصناعية وحتى الآن مازالت الجهود تبذل لزيادة كفاءة طرق الإنتاج ولاكتشاف وتطبيق طرق أنظف – أى ذات تأثيرات بيئية أقل لإنتاج نفس المنتج.


5-1-1 مفهوم الإنتاج الأنظف:
عرف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الإنتاج الأنظف بأن التطبيق المستمر لاستراتيجية بيئية وقائية متكاملة على المنتجات والعمليات الإنتاجية والخدمات لزيادة الكفاءة الاقتصادية وتقليل المخاطر على الإنسان والبيئة ويطبق على النحو التالى2):)
فى العمليات الانتاجية (الصناعية): يشمل الإنتاج الأنظف المحافظة على المواد الخام والطاقة وإزالة المواد السامة وتقليل كمية الانبعاثات والنفايات وسميتها قبل مغادرتها العملية الإنتاجية.
فى المنتجات: يركز على تقليل التأثيرات الضارة خلال فترة حياة المنتج التى تبدأ من استخراج المواد الخام اللازمة لإنتاجه وتستمر حتى التخلص النهائى الآمن منه.
يُجرى تطبيق الانتاج الأنظف بواسطة ، البحوث والتطوير, وتحسين التكنولوجيا وتغيير السلوك والممارسات من خلال التدريب المستمر.
وإدراكًا من المجتمع الدولى أن تحقيق التنمية المستدامة هى مسئولية جماعية تضامنية وأن كل إجراء يتخذ لحماية البيئة العالمية يجب أن يشمل إجراءات لتحسين ممارسات الإنتاج والاستهلاك على نحو قابل للاستدامة فقد أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الإعلان العالمى للإنتاج الأنظف الذى يدعو إلى تبنى ممارسات استهلاكية وإنتاجية تركز على الاستراتيجيات الوقائية المتكاملة مثل تقييم الآثار البيئية , ودورة حياة المنتج , والعمل على التطوير من خلال تشجيع تغيير الأولويات من استراتيجية معالجة النفايات إلى الوقاية منها , وتطوير الإنتاج ليكون ذات كفاءة بيئية متلائمة مع متطلبات المستهلك. (3)
وفى هذا الأطار يمكن طرح مفهوم شامل للإنتاج الأنظف , وهو أن " الإنتاج الأنظف هو استراتيجية مستمرة ومتكاملة لتجنب الآثار السلبية لعملية الإنتاج وما يُرتبط بها من عمليات أخرى على البيئة وعلى الصحة" . وتشمل هذه الاستراتيجية إجراءات ومبادرات فى مجالات التكنولوجيا فى المنظمات الصناعية وخارجها مثل تدريب العاملين على مفاهيم الإنتاج الأنظف ووضع خطة شاملة لتطبيق الإنتاج الأنظف والقيام بعمليات الرصد الذاتى والمراجعة البيئية والقيام بدراسات تقييم حياة المنتج Life Cycle Assessment (LCA) ثم القيام بتنفيذ نتائج هذه العمليات والدراسات وأخيرًا نشر المعلومات فى المنظمات وخارجها ومتابعة نتيجة تطبيق الإنتاج الأنظف فى المنظمة كما فى الشكل الآتى:

و جدير بالذكر يوجد 23 مركز تكنولوجيا إنتاج أنظف فى دول العالم و تستثمر ما يقرب من 21 مليون دولار بالتنسيق مع برنامج الامم المتحدة لشئون البيئة (UNEP) , وفى منطقة البحر الأبيض يتم التنسيق لبناء مؤسسات الخدمات الصناعية فى أربع دول للتعريف بـ Environmentally Sound Technologies (ُEST) وتحقيق التخفيض فى التكلفة من خلال المراجعة البيئية المستمرة بالتنسيق مع مراكز الإنتاج الأنظف بكل من المغرب وتونس ولبنان ومصر .(4).


5-1-2 الإنتاج الأنظف مقارنة بالطرق المطبقة عند نهاية الأنبوب:
تتباين طريقة الإنتاج الأنظف مع طرق المعالجة النهائية الأخرى مثل معالجة نهاية الأنبوب.
فتشمل طرق معالجة نهاية الأنبوب ( الإنتاج) استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات والمنتجات لمعالجة المخلفات السائلة والانبعاثات الغازية وبصورة عامة تحول معالجات نهاية الأنبوب الملوثات من وسط إلى آخر (مثل تحويل الانبعاثات الغازية إلى مخلفات سائلة والماء المنصرف إلى مخلفات صلبة ).
وتراعى طرق معالجة نهاية الأنبوب المعايير المتبعة والتى تركز على تنظيم ومعالجة درجة تركيز الصرف الخارج أكثر من تركيزها على حمل التلوث.
والشكل التالى يوضح القيمة الاقتصادية للإنتاج الأنظف :


فى ظل الإنتاج الأنظف فى الفترات الاولى من الإنتاج تتزايد التكلفة بمعدلات متناقصة حتى تصل عبر الزمن لمستويات منخفضةمن التكلفة مقارنة بتكاليف النمط التقليدى من إدارة النفايات المتمثل فى (التحكم فى التلوث) حيث تزداد التكاليف بمعدلات متزايدة عبر الزمن وتنتهى بمستويات مرتفعة من التكلفة حيث تؤثر سلبا على اقتصاديات التشغيل والإنتاج بالقطاع الصناعى.(5)
ونتيجة التدهور "التلوث" نشطت البحوث لإيجاد وسائل لإدارة المخلفات الصلبة ومعالجة التدفقات السائلة والتحكم فى الانبعاثات الغازية وبذلك تم التوصل إلى حلول نهاية الخط End – of – Pipe – Solutions وبذلك نتمكن من فصل الملوثات والمواد الخطرة ومعالجاتها نهائيًا، أو دفنها بالطرق العلمية المتبعة ولاشك أن هذا الحل نجح ومازال ينجح فى كثير من البلدان منها مصر و البلدان العربية ، لهذا نجد أن الإنتاج الأنظف بدأ فى الظهور و فى تغطية الجانب الأكبر من الصناعة وذلك للأسباب الآتية : (6)
1- إن حلول نهاية الخط تضيف فى أغلب الأحيان تكاليف جديدة إلى تكاليف الإنتاج وبذلك يزيد سعر المنتج.
2- أن حلول نهاية الخط تطبق عادةً فى حالة التكنولوجيا القديمة الملوثة والتى بدأت فى الاندثار بظهور التكنولوجيا الأنظف .
3- إن النفايات التى تنتج فى حالة حلول نهاية الأنبوب يصعب التخلص منها نهائيًا فى كثير من الأحيان إذا مالم نتمكن من إعادة استخدامها أو تدويرها .
5-1-3 أهـداف الإنتاج الأنظف:
إن الهدف الأشمل لتطبيق استراتيجية الإنتاج الأنظف هو العمل بصورة مشتركة لاتخاذ إجراءات كفيلة بتحقيق تنمية مستدامة تلبى احتياجات المجتمعات العربية وتربطها بالخطط التنموية فى ضوء المحافظة على البيئة وهذا يساهم فى خفض استنزاف المصادر الطبيعية وزيادة الإنتاج وتوفير فى استهلاك الطاقة والمياه و تحسين نوعية المنتجات وزيادة القدرة على المنافسة كما يساهم الإنتاج الأنظف فى خفض تكاليف الحماية البيئة الناتجة عن نقل النفايات وتخزينها ومعالجتها ويحقق مردودًا اقتصاديًا من تدويرها وإعادة استخدامها ويلعب دورًا مهمًا فى الزام الشركات والمؤسسات بالتشريعات البيئية والمواصفات القانونية وتحسين بيئة العمل وتحقيق فوائد فى مجالات السلامة المهنية والبيئية.
ويُعد الانتاج الأنظف وسيلة لتطوير التكنولوچيا فقد جرى تطوير تكنولوجيا إنتاج أكثر توفيرًا للموارد وأقل خطورة على البيئة ومن أمثلتها إنتاج منظفات ومواد لاصقة من أصول نباتية بدلاً من مثيلاتها ذات الأصل النفطى التى تسبب انبعاثات الغازات الدفيئة وتطوير أصباغ ودهانات جديدة بدلاً من المذيبات العضوية واستخدام مصادر الطاقة البديلة وغيرها.(7)
5-1-4 تطبيقات الإنتاج الأنظف:
لقد حدث إنخفاضًا كبيرًا فى معدلات التلوث الصادرة عن قطاعات صناعية مختلفة بعد تطبيق استراتيجيات الإنتاج الأنظف وحدث هذا الانخفاض نتيجة تدوير النفايات أو جزء منها عند تولدها فى مصادرها وتطوير تكنولوجيا التصنيع والمعدات وتحسين عمليات التشغيل والتدبير الجيد وتداول المواد وصيانة المعدات ومراقبة النفايات وتتبعها والتحكم الآلى وأن تستبدل بالمواد الخام مواد أخرى تنتج نفايات أقل خطورة أو بكميات أقل واستخدام أكثر كفاءة للمنتجات الثانوية وعمومًا فهناك استراتيجيات متعددة لتطبيق الإنتاج الأنظف وهذا يُجرى من خلال:
1- تطوير العملية الإنتاجية بحذف العمليات التى تنتج مواد ضارة بالصحة أو البيئة وثمة مثال معروف فى صناعات منتجات الكلور والصودا الكاوية إذ يمكن تفادى تصريفات الزئبق نحو البيئة بأن تستخدم المصانع الجديدة طريقة الخلية الغشائية بدلاً من طريقة الخلية الزئبقية التى كانت تستعمل فى الماضى.
2- استبدال المواد إذ توجد فى الصناعة مجالات متعددة لأن تستبدل بالمواد السامة مواد أخرى أقل ضررًا وتشمل عمليات الاستبدال لأسباب صحية إستبدال مذيبات ومركبات معينة يمكن أن تسبب السرطان واستخدام مواد أخرى غير مسرطنة بدلاً منها وكذلك تشمل مواد طلاء ودهانات حاوية على الرصاص واستخدام مواد أخرى آمنة وعدم استخدام مواد معينة كألياف الأسبستوس (الألياف الزجاجية) واستخدام المنظفات المائية بدلاً من المنظفات المبنية على مذيبات عضوية واستعمال بدائل للمركبات المستنفذة لطبقة الأوزون.
3- تطوير المعدات أو استبدالها إذ يمكن مقاومة تكوين الملوثات بتطوير الأجهزة أو استبدالها وينتج عن هذا تكنولوجيا جديدة ذات كفاءة عالية فى الإنتاج وذات تصريف أقل للملوثات البيئية.
4- إدارة داخلية جيدة إذ تعمل على تشغيل أنظمة الإنتاج بأفضل الوسائل من أجل ممارسات وإجراءات داخلية معينة مثل عزل الفضلات ومنع تسرب المواد وجدولة الإنتاج والنظافة الجيدة.
5- تدوير النفايات وتهدف هذه العملية إلى خفض الملوثات وذلك عن طريق إعادة استخدامها فى العملية الصناعية الأصلية أو فى صناعة أخرى كمادة خام أو لمعالجة نفايات أخرى أو بقصد توفير طاقة منها.
كذا فإن تطبيق الانتاج الأنظف يتطلب معرفة تامة بطريقة الإنتاج والتكنولوجيا المستخدمة وتقييم استخداماتها والملوثات الناتجة عن العمليات الإنتاجية لتشخيص كل المشاكل التى يمكن حدوثها والقيام بمعالجتها ويعتمد نجاح خطط التنمية المستدامة اعتمادًا رئيسيًا على استخدام الإدارة البيئية السليمة والاستراتيجيات الوقائية مثل منع التلوث وخفض النفايات والإنتاج الأنظف وتقييم الآثار البيئية للمشاريع التنموية وهذا يتطلب تعاون جميع قطاعات المجتمع وهى الحكومة والصناعة ونقابات العمال والجامعات والمنظمات غير الحكومية والأفراد للتحول إلى الاقتصاد البيئى وذلك بالحد من الاستهلاك المفرط وتحقيق فاعلية البيئة وتعزيز القدرة على الإبداع التكنولوجى النظيف والاعتماد على التكنولوجيا البديلة وتحديث الصناعة التقليدية بما يلائم الاهتمام البيئى وتبنى الحسابات البيئية مثل تكلفة التلوث والإجراءات الوقائية وقد أثبتت التجارب أن التكنولوجيا النظيفة ذات جدوى اقتصادية فى تجنب الأضرار التى تلحق بالصحة والبيئة وأنها تدريجيًا أوفر وتستخدم الموارد استخدامًا أكفأ كما أنها ذات إنتاج أكثر كفاءة.
5-1-5 آليات تطبيق الانتاج الأنظف:
تتضمن هذه الآليات العديد من الطرق والأساليب ومن بينها تحليل توازن الكتلة , وتحليل المخطر المحتملة , وتقييم دورة حياة المنتج , والتصميم البنائى للمنتجات.
5-1-5-1 تحليل توازن الكتلة :
ويشتمل هذا التحليل على تتبع المواد بما فيها (الطاقة والانبعاثات والنفايات ) فى داخل وخارج منطقة التحليل (التصنيع والمعالجة ) وذلك عبر الزمن وصولاً الى المنتجات (المخرجات) على أن يكون توازن الكتلة مقترناً بتحقيق التوازن الأتى:(8)
معدل التغير= المدخلات- المخرجات± التراكمات


5-1-5-2 تحليل المخاطر المحتملة:
والمعنى بها تحليل المخاطر المحتملة اثناء المراحل السابقة وتتم عملية التحليل هذه من خلال خمس مراحل تتمثل :
1- تعريف وتحديد الأخطار، هل هناك أعراض صحية مرضية أو سلبية؟
2- تقييم الاستجابة للخطر .
3- دراسة وتحليل التعرض للخطر، ماهى شدة وتكرار وديمومة التعرض؟ ومن هم المتعرضون؟
4- تحديد خصائص الأخطار المحتملة, عملية حسابية رقمية تعتمد على فرضيات علمية وفرض أحكام معينة ومبنية على فهم للاحتمالات والشكوك.
5- أدارة المخاطر وصولاً للمستوى المقبول من النفايات الى يمكن هضمها بيئياً.
5-1-5-3 تقييم دورة الحياة:
المقصود بدورة الحياة للمنتج بدأ بالمادة ثم التصنيع , والنقل , والتخزين , والاستخدام و والتخلص النهائى الآمن , والهدف من ذلك تقديم تقييم شامل للتأثير البيئى لتحديد الأخطار المحتملة على الصحة للعنص البشرى (منتج و مستهلك ) ومن ثم البيئة خلال كافة مراحل الدورة الحياتية لتخفيض هذه المخاطر من المنبع كلما أمكن ذلك وبالتالى تعد هذه الآلية بمثابة تقييم للتطابق البيئى للإنتاج والاستخدام للمنتجات الصناعية .
5-1-5-4 التصميم البنائى للمنتجات:
تصميم المنتجات وتطوير هذه التصميمات بمايتضمن تحقيق التوافق البيئى يضمن تقديم منتجات صديقة للبيئة يمكن استخدامها والتخلص الآمن منها , وفى هذا الأطار يمكن تشجيع القطاعات الصناعية على تبنى هذه التصميمات من خلال تقديم حوافز للاستثمار فى هذه التقنيات , وحوافز ضريبية , وتقديم تسهيلات وضمانات بنكية وخدمات لتسويق وتدريب الكوادر البشرية والتنظيمية لدى القطاعات الصناعية , كذا تبنى إعادة الهيكلة للطرق الحالية للإنتاج وبخاصة الالات والمعدات المتقادمة واحلالها بخطط إنتاج ذات تقنيات إنتاج أنظف تعمل على خفض إجمالى التكلفة لمنتجات وخدمات الصناعات التحويلية والاستخراجية من خلال المحافظة على مصادر الموارد الطبيعية غير المتجددة والمتجددة على حد سواء بالاستغلال الأمثل لهذه الموارد وحسن ادارتها بالقدر الذى يعمل على توفير الاصحاح البيئى ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة .
5-2 المبحث الثانى: تطبيقات الإنتاج الأنظف باستخدام تكنولوجيا النانو فى القطاعات الصناعية.
يمكن اعتبار أن لتكنولوجيا النانو دور فعال فى تطبيق الإنتاج الأنظف نظراً لكونها من التقنيات التمكينية فى تحقيق اهداف استراتيجية التنمية الصناعية بالعالم , ففى ضوء التوجهات العالمية الرئيسية للتنمية المستدامة المتمثلة فى " مكافحة نقص الغذاء , نقص المياة و والتحكم فى الانبعاثات والطاقة , واستخدام الحاسبات , والطاقى البديلة , أدارة اسلوب الحياة , وازدهار الصحة , وتقييم الثر البيئيى للمشروعات " تأتى تكنولوجيا النانو كواحدة من مثلث التقنيات التمكينية( تكنولوجيا النانو , و التكنولوجيا الحيوية , وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ) لتحقيق هذه الاستراتيجية .(9)
ويتم ذلك من خلال تطبيق تكنولوجيا الإنتاج الأنظف فى مجالات صناعية جديدة مثل "الكيماويات والمواد المتقدمة , والألكترونيات والآليات المتطورة , والصناعات الغذائية , والرعاية الصحية , والطاقة المتجددة , والوقود البديل , ومجالات تنقية وتحلية المياة " حيث يتم استخدام الطاقة الشمسية ( الخلايا الكهروضوئية) , و صناعات التكرير ( المحفزات ) , وطاقة الأمواج (طلاء مقاوم للتلوث ) , والطاقة النووية ( مواد مقاومة للاشعاع ) , طاقة الرياح ( تخفيف وزن أذرعة المراوح وزيادة قوتها ) .(10)
بالاضافة لماسبق ابتكار صناعات جديدة من ألياف نانونية أدق من خيوط العنكبوت وأقوى كمعادن ولكن أخف وزناً من البلاستيك , و مواد بلاستيكية موصلة للكهرباء , ومواد تتصف بكونها مبرمجة تغير لونها ودرجة شفافيتها عند الطلب وتلقائية التنظيف والأصلاح و وحاملات لإيصال الدواء ومن ثم فالنانو متعدد التخصصات كتقنية للإنتاج الأنظف .(11)

وبالرغم من تعدد أدوات وطرق إنتاج وإبتكار المواد النانونية بمختلف فئاتها وجودتها وسرعتها كذا تكلفتها إلا أنه يمكن عرض هذه الطرق من خلال منهجين :(12)
الأول :تصغير حبيبات المادة والنزول بمقاييس ابعادها من أعلى لآسفل
Top –Down Approach
الثانى : تجميع ذرات وجزيئات المادة الى الصعود بمقاييس الأبعاد من القاع الى القمة .
Bottom –Up Approach
ويتمتع كلا الاسلوبين بعدد من المزايا الخاصة كذا بعض القصور الأمر الذى لا يمكن معه اتباع اسلوب دون الأخر لذا يوجد عدة طرق فرعية لإنتاج المواد النانونية على المستوى الصناعى من خلال الأسلوبين وهى:
- طريقة الطحن الميكانى mechanical Milling
- طريقة ترسيب الأبخرة الكيميائية Chemical vapor deposition (CVD)
- طريقة تكثيف الذرات او الجزيئات Atomic or nolecular condenstion
- طريقة الترسيب الكهربائى Electro deposition
- طريقة الهلام –الغروانى Sol-gel (13)
واستخدام تقنيات النانو فى تطوير ثانى اوكسيد التيتانيوم المتناهى فى الصغر للتطبيقات والابتكارات اى الجمع بين قدرات البحث والتطوير فى مجالات كيمياء الجسيمات والمعالجة السطحية , فى تطوير حفازات لاستخدام الصناعات البتروكيميائية والألكترونيات فى الاصباغ ذات خاصية الحفز الضوئى فى مجالات الدهانات المعمارية والبنية التحتية للنقل وتنقية الهواء ومستلزمات البناء كالسيراميك والزجاج ذات التنظيف الذاتى وتنقية المياه , كذا استخدام الحفازات للتخلص من اكاسيد النيتروجين فى محركات توليد الطاقة عام 1985, ومركبات الديزل البحرية بحلول عام2015 ومركبات الديزل للسكك الحديدية عام 2014, ومركبات الديزل لمعدات الطرق العملاقة علم 2014.
و بالتجربة الفعلية لاستخدام الطلاء المُنتج بواسطة شركة كريستال العالمية والذى يحتوى على ثانى اكسيد التيتانيوم متناهى الصغر (على مساحة تتجاوز 300 م2 فى احدى المواقع فى كلية سانت مارتينز فى لندن) كان فعالا فى خفض التلوث لقدرته على تحفيز التفاعلات الضوئية لتحويل اكاسيد النيتروجين الضارة الى النترات (14).
إن المواد النانونية تستخدم حاليا كتقنيات نظيفة فى الإنتاج فى مجالات الطاقة والالكترونيات والكيمياء العضوية وتخزين المعلومات والتركيبات البيئية والمنسوجات وأدوات وأحبار الطباعة والمنتجات الغذائية وصناعة هياكل السيارات والمحركات ومستحضرات التجميل والأدوات المنزلية ومواد ومستلزمات البناء والتعبئة والتغليف والمكملات الغذائية ووقود السيارات لتحسين كفائته وتقليل معدلات استهلاكه وغيرها من التطبيقات النظيفة.
وفى هذا الاطار هناك توقعات بزيادة حجم الايرادات بحلول عام 2015 م تبلغ أكثر من 1 تريليون دولار أمريكى على مستوى العالم موزعة كالتالى (15).



الصناعة قيمة الأيردات بالبليون %
المواد 340 31%
الألكترونيات 300 28%
الدواء 180 17%
الكيماويات 100 9%
الفضاء 70 6%
الأدوات 20 2%
الرعاية الصحية 30 3%
الاستدامة 45 4%
المجموع 1085 100 %




الأمر الذى يعكس تنامى دور تقنيات النانو خلال العشر سنوات القادمة من خلال ثلاث محاور استراتيجية تتمثل فى : (16)
- تحسين المنتجات فى أسواق جديدة.
- تحسين المنتجات ومنتجات جديدة فى الأسواق الحالية
- منتجات جديدة فى أسواق جديدة .
وهذا مايوضحه الشكل التالى:



5-3 معـوقات التوسع فى تطبيق الإنتاج الأنظف فى الصناعة العربية :
يمكن صياغة مجموعة من المعوقات التى تعترض انتشار منهج الإنتاج الأنظف والتى تتمثل فى:(17)


5-3-1 المعوقات المعلوماتية
5-3-1-1 نقص المعلومات المتاحة:
من المعوقات الرئيسية التى تؤثر سلبًا فى إنتشار منهج الإنتاج الأنظف عدم توافر المعلومات والخبرات اللازمة ، فالبرغم من الإمكانيات والفوائد المتوقعة من تطبيق ذلك المنهج لتحسين الميزايا التنافسية للمنظمات الصناعية، إلا أنه فى كثير من الحالات لا يمكن إستغلال هذه الفرص بسبب نقص المعلومات، الأمر الذى قد يؤدى نقص المعلومات عن التكنولوجيا النظيفة فى خلق إحساس بالمخاطرة فى تطبيق هذه التكنولوجيات والشك تجاهها.
وتعانى المنشآت من نقص الموارد والقدرات الأدارية والتنظيمية اللازمة لتنفيذ أفضل الممارسات البيئية ، وأغلبها قد يجد صعوبة فى استيعاب المفاهيم والمصطلحات بفكرة الإنتاج الأنظف.
5-3-1-2 الوعى المحدود لدى المنظمات الصناعية :
قد يكون هناك نقص فى الوعى العام لدى إدارة المنظمات ، أو على مستوى صنع القرار، بمبادئ الإنتاج الأنظف وفوائده الكامنة التى تميزه عن الاستراتيجيات القائمة على أساس معالجة التلوث بعد تولده. وفى المنظمات الكبيرة، قد يكون مديرو ومهندسى الإنتاج لديهم وعى بالقيمة الكامنة للإنتاج الأنظف ولكنهم غير قادرين على توصيل هذا المفهوم إلى الإدارة العليا. وعامة، فإن الوعى بمزايا الإنتاج الأنظف مازال دون المستوى المطلوب، حتى فى المنظمات الكبيرة ، وبالأخص فى المنظمات الصغيرة والمتوسطة , و من جهة أخرى يُعد نقص وعى العاملين من أهم العوائق التى تواجه تطبيق الإنتاج الأنظف فى المنظمات الصناعية. وذلك يستلزم وضع سياسة داخلية خاصة بكل منشأة للتدريب والتوعية طبقًا لحاجة المنشأة. ويعتبر وجود نظم للإدارة البيئية( EMS) فى المنظمات الصناعية أحد الوسائل التى تحفز على وضع سياسة للتدريب داخل المنظمة حيث أن وجود برامج تدريبية مستمرة أحد متطلبات هذه النظم.
5-3-1-3 عدم توافر المعلومات الكافية لدى الجهات الحكومية :
بالمثل، قد لا يكون لدى مسئولو الحكومة معلومات ومعرفة بمميزات الإنتاج الأنظف. وحيث أنه يمكن إعتبارهم من أهم جماعات الضغط المؤثرة خارج نطاق الصناعة، فإن نقص المعلومات لديهم يعتبر عائقًا يجب العمل لتذليله.
5-3-2 معوقات التوجهات:
قد يكون بعض صانعى القرار والسياسات غير معتادين على الاستراتيجيات الوقائية. وقد يرجع ذلك إلى النظم التشريعية (وخصوصًا المواصفات التكنولوجية) التى تميل فى الغالب نحو حلول "نهاية الأنبوب". وهذه الحلول قد تؤدى أحيانًا إلى نقل التلوث من وسط لآخر ويمكن أن تبطئ بالفعل إدخال التحسينات التكنولوجية إلى الصناعة. وببساطة فإن هناك حافزًا أقل لتقليل الحاجة إلى آلية مكلفة للسيطرة إلى التلوث بعد أن يكون قد تم وضعها فى مكانها. كما أن طبيعة الإجراءات التنظيمية التى تحدد زمنًا للالتزام، تمثل حافزًا عكسيًا للنهج الاستراتيجى والتخطيط الطويل المدى اللازم لتحقيق الإنتاج الأنظف. وزيادة على ذلك، فإن الشك العام أو عدم اليقين الذى قد يكون موجودًا فى محيط الأعمال قد يُثنى عزم متخذى القرار على تبنى أساليب مبتكرة .
وتنتج العوائق أيضًا من الخبرات الهندسية التى تستخدم التصميم المبنى على التجربة العملية (وليس على المعرفة العلمية)، وكذلك من التخصص الدقيق الذى يعوق رؤية الصورة الكاملة المطلوبة لمنهج الإنتاج الأنظف.
5-3-2-1 عدم وضوح الأهداف:
إن خبرة بعض البلاد التى لم تشهد بعد نشاطًا للإنتاج الأنظف هو أن صانعى السياسات على المستوى القومى قد فشلوا فى صياغة أهداف واضحة وسياسات تنفيذية لتحقيق الإنتاج الأنظف. ونتيجة لذلك لا يوجد إطار يمكن للصناعة الرجوع إليه فيما يتعلق بأهمية تحقيق الإنتاج الأنظف على المستوى القومى.
5-3-2-2 غياب الشفافية فى الصناعة: (18)
لا تتسم الصناعة فى معظم البلاد العربية بالشفافية. وهناك تقليد راسخ من الغموض والسرية يحيط بعالم الأعمال، وقلما تجد منشآت تفصح عن أعمالها وخاصة فيما يتعلق بالأداء البيئى. وهذا يجعل من الصعب بمكان للمجتمعات المتأثرة بالصناعة معرفة طبيعة الخطر المعرضة له ، وبالتالى يكون ضغطها أقل لإحداث تغيير.
5-3-2-3 التوجه نحو الإلتزام:
يعتبر ضعف الإلزام مشكلة فى العديد من الدول النامية، بما فيها مصر. ورغم أن تنفيذ نهج الإنتاج الأنظف لا يعتمد بالضرورة على وجود نظم قانونية شاملة، ورغم الفوائد الاقتصادية المتضمنة فى هذا النهج، فإن القوانين والتشريعات الملزمة تساعد على خلق بيئة تشجع الصناعة على الالتزام وتؤيد المطالب الداعية لاستخدام وسائل الإنتاج الأنظف الأكثر كفاءة لتحقيقه.
وبصفة عامة، فإن الأجهزة التنظيمية ليست مُعَّدة لتشجيع التغيير التكنولوجى واسع المدى لأنها تركز على مجالات معينة من المشاكل (كتلوث الهواء والماء، والمخلفات الصلبة)، وليس على القطاعات الصناعية والاقتصادية الرئيسية.
5-3-3 المعوقات المالية:
5-3-3-1 محدودية القدرة على توفير تمويل داخلى:
بالرغم من الإمكانيات والفوائد الممكنة للإنتاج الأنظف من ناحية تحقيق وفورات كبيرة، إلا أن منع التلوث بالمنشآت تعترضه عدة عوائق حقيقية أو معقدة فيما يتعلق بالتمويل الداخلى. فإن عنصر المخاطرة والشك فى أداء بعض التكنولوجيات وممارسات الإدارة يمكن أن يتسبب فى إحجام المنظمات الصناعية عن الاستثمار فى الإنتاج الأنظف. ويمكن أن تشمل المعوقات المالية الداخلية التى تحول دون تطبيق الإنتاج الأنظف ما يلى:
1-عدم فهم وصعوبة التكهن بالتكاليف التى ستتحملها المنظمة مستقبلاً (مثل تكاليف التخلص من النفايات).
2- التركيز على الفائدة المتحققة على المدى القصير وتأثير ذلك على الإحجام عن استثمار يكون زمن الاسترداد فيه طويلاً.
3- الإحساس بالمخاطرة عند الاستثمار فى تعديل العمليات الإنتاجية حيث قد لا يأتى بالنتائج المرجوة بالنسبة للمنشآت التى تستخدم تكنولوجيا تقليدية.
5-3-3-2 صعوبة الحصول على تمويل خارجى:
مثلما يعتبر محدودية القدرة على توفير تمويل داخلى أحد معوقات الاستثمار فى الإنتاج الأنظف، فإن صعوبة الحصول على تمويل خارجى تمثل معوقاً آخر. وهذه المشكلة تعانى منها بصفة خاصة المنظمات الصغيرة والمتوسطة بسبب نقص الضمانات اللازمة للحصول على التمويل وغياب آليات التمويل المناسبة.
5-3-3-3 الحوافز الاقتصادية العكسية:
قد يكون الدعم الاقتصادى لمدخلات الإنتاج مثبطًا للإنتاج الأنظف (أو على الأقل لا يحفز عليه). فعلى سبيل المثال، يؤثر سعر الطاقة بدرجة كبيرة على ترشيد استخدامها. فارتفاع سعر وحدة الطاقة يدفع إلى العمل على رفع كفاءة التكنولوجيات الموجودة ، وإلى بذل الجهود لتطوير واستخدام تكنولوجيات أنظف وأكثر كفاءة بالنسبة للطاقة. وعلى العكس من ذلك، فإن دعم الحكومة لأسعار الطاقة أو الوقود الملوث، يمكن أن يحد من الفوائد المالية للإنتاج الأنظف. ولا تشتمل على الحوافز الاقتصادية على مدخلات الإنتاج فحسب، بل أيضًا على الخدمات مثل معالجة الصرف الصحى حيث لا يُطبق مبدأ "المسئولية الأدبية للملوث" , وهذا ينعكس على قرارات الإدارة وينتج عنه ضعف فى كفاءة التشغيل والذى يمكن تجنبه فنيًا.
5-3-3-4 نقص أسواق لتصريف المنتجات المصنعة من مواد معاد تدويرها:
بالرغم من أن الإنتاج الأنظف، بمعناه المحدود، يشير إلى منع المخلفات أكثر من تدويرها أو إعادة استخدامها، فإن مثل هذه الأنشطة يمكن أن تشكل عنصراً فاعلاً لاستراتيجية الإدارة البيئية . وفى هذا الصدد من المطلوب خلق أسواق لنواتج عملية تدوير وإعادة استخدام المواد المتخلفة وذلك بالعمل على استخدام تكنولوجيا تؤدى إلى رفع جودة المخلفات ، وزيادة ربحيتها لكى تستطيع أن تنافس المنتجات المصنعة من مواد أولية وتحتفظ بالطلب على منتجاتها فى الأجل الطويل. ومن العوائق الأساسية التى تحد من إيجاد هذه الأسواق هو عدم وجود بيانات عن نوعيات وكميات المخلفات المطلوب فتح أسواق لها. وفى هذا الشأن من الضرورى إجراء رصد بيئى تفصيلى عن مدى توافر المخلفات بأنواعها.(19)
5-3-4 المعوقات الفنية:
قد تفتقر المنشآت إلى المعرفة الفنية لتقييم أوجه القصور الموجودة فى المنظمات القائمة لتحديد الممارسات التى تهدر الموارد وفرص التطوير والتحسن. وقد لا يكون لديها أيضًا التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ الإنتاج الأنظف . وهذه المشكلة تكون أكثر وضوحًا فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تفتقر إلى الموارد الفنية والمالية المتاحة للمنظمات الأكبر.
6- النتائج والتوصيات:
6-1 النتائج :
وفى ضوء ما سبق يمكن عرض نتائج البحث من خلال النقاط التالية : -
1. إن تطبيق الإنتاج الأنظف من خلال استخدام تقنيات النانو يُعد استراتيجية تُدخل فى الاعتبار طبيعة الصناعات التحويلية والاستخراجية ومواردها وتقنياتها وصيانتها وخاماتها بما فيها المواد والطاقة وخواصها وعناصرها واستخداماتها لنواتجها فهو عملية إنتاجية ذات جدوى تحقق تنامى فى القيم المضافة للصناعة العربية وترفع من امكانيات المنافسة بزيادة فعالية العمل وجودة الإنتاج وتخفيض الهدر ومنع التلوث وآثاره.
2. الإنتاج الأنظف طريق عملى لتطبيق التنمية المستدامة ويسمح بإنتاج أكبر واكثر كفاءة باستخدام أقل للمواد الأولية والموارد والطاقة وإفراز أقل للنفايات والانبعاثات وبالتالى يخفض من الحد الأدنى للتأثيرات البيئية حيث يعالج الإنتاج الأنظف المشكلة من المنبع بمسبباتها وليس أعراضها وبالتالى فهو خطوة وقائية متقدمة عن إدارة النفايات أو المعالجة عند نهاية الأنبوب.
3. يعد تطبيق منهج الإنتاج الأنظف أحد السبل لتحقيق غاية الارتقاء البيئى والتنميــــة المستدامة التى تساهم فى الحفاظ على الموارد والاستخدام الأمثل لها وخفض الملوثات الناتجة من العمليات الصناعية .
4. أن أساليب الإنتاج الأنظف تصلح للتطبيق فى البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء وترتبط إرتباطاً وثيقاً بمعايير الجودة الشاملة.
5. أن الإنتاج الأنظف هو الطريق الأمثل لمنتجات الصناعات العربية المختلفة لتحقيق مزايا تنافسية ومن ثم النفاذ للأسواق العالمية.
6. النانو تكنولوجي، هو أحد إبداعات مرحلة ما بعد الصناعة، حيث اعتمدت مرحلة الصناعة على فلسفة الإنتاج الكبير المبني على المعرفة، بينما الموجة الصناعية الجديدة تعتمد على الإبداع العلمي وإنتاج المعرفة نفسها، للوصول لسلع وخدمات ذات أثر بيئيى مقبول من جانب المُشرع والمُصنع والمستهلك العربى.
6-2 التوصيــــات:
1- تشجيع العمل على ابتكار واستخدام تكنولوجيا النانو كمدخل للإنتاج الأنظف فى الصناعة العربية وبخاصة الصناعات التنافسية وتسويق المنتجات صديقة البيئة فى السواق المحلية والعالمية .
2- ضرورة العمل على جذب واستقدام البحوث والتطوير الذى تم فى الدول الصناعية والمشاركة فى تنميتها من خلال مراكز التميز العربية وصولاً الى تقنيات نانو متعددة فى مجالات الإنتاج الأنظف وبخاصة فى الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية الملوثة للبيئة .
3- تبنى الحكومات والمصارف العربية لطرق تمويل محفزة للقطاع الصناعى على التحول الى أنتهاج الإنتاج الأنظف من خلال منظومة متكاملة للوصول الى بيئة نظيفة .
4- تشجيع الدول العربية للشركات دولية النشاط العاملة بها على استخدام خطوط الإنتاج الأنظف المتبعة بالمراكز الأم لهذه الشركات من خلال هيئات وضوابط وتشريعات وحوافز ملائمة للاستثمار.
5- تشجيع وتطوير مراكز الإنتاج الأنظف بوازرات التجارة والصناعة العربية والعمل على الربط بينها و بين المنظمات الأقليمية والدولية المعنية تحقيقاً للتنسيق فى نقل واستيعاب تكنولوجيا الإنتاج الأنظف .
6- حث صناع القرار على إدخال الانتاج الأنظف كعنصر طبيعى ومتكامل وليست كعبء فى سياساتهم وخططهم والترويج للأساليب والوسائل الجديدة المعتمدة فى العالم المتقدم لتقييم القيمة المضافة للإنتاج الأنظف ضمن المؤسسات المالية والحكومية والصناعية.
7- قيام مراكز تكنولوجيا الإنتاج الأنظف الأقليمية بالعمل على تثقيف المنظمات والمشروعات الصناعية العربية وتقديم وتبسيط المعلومات التقنية والفنية المتعلقة باساليب الإنتاج الأنظف وترجمتها إلى لغة مالية وقانونية تساعد المؤسسات على تقييم هذه المشروعات بالقدر العلمى الملائم .
8- تشجيع الحكومات لاتباع الإنتاج الأنظف بوضع سياسات وحافز بيئىة كإعفاء أو تخفيض الضرائب للمشروعات التى تطبق تقنيات الإنتاج الأنظف, وفرض الضرائب الخضراء وذلك بالتنسيق مع اتحاد الجمارك العالمية .

7- مراجع البحث :
1. باسل اليوسفى , المبادرات البيئية التطوعية من اجل تنمية صناعية مستدامة"المفاهيم والتطبيقات ",برنامج الامم المتحدة للبيئة,المكتب الاقليمى لغرب أسيا, مارس 2004 ,ص 4.
www.unep.org.bh
- خالد مصطفى قاسم, إدارة البيئية والتنمية المستدامة فى ظل العولمة المعاصرة ، الدار الجامعية، الطبعة الثانية،الأسكندرية 2010م,ص38.
- Sustainable and clean production, working paper for ASEM S&T Ministers meeting, 14-15 October 1999 Beijing ,page 4.
2. Mickal Planach, from cleaner production to zero Emissions at "integrative approaches towards sustainability, may 11-14,2005,Latvia ,pp 4-7.
- Ministering sustainable consumption and production and resource efficiency into development planning ,UNEP,2009,pp8-9.
- باسل اليوسفى , مرجع سبق ذكره ,ص5.
3. مشروع التحكم فى التلوث الصناعى , دليل ادارة المخلفات الخطرة للصناعات ,مصر,يوليو 2002,ص ص 10-11.
- Gerardo Patacconi,"promoting innovation and technology transfer, UNIDO,Istanbal,27-28 feb,2002,P24.
- صلاح محمود الحجار، داليا عبدالحميد صقر , نظام الإدارة والبيئة والتكنولوجيا، دار الفكر العربى، القاهرة 2006.ص ص:32-34.
4. Gerardo Patacconi, Ipid ,P64
5. باسل اليوسفى ,مرجع سبق ذكره ,ص 17.
6. زكريا طاحون, إدارة البيئة نحو الانتاج الأنظف، القاهرة، جمعية المكتب العربى للبحوث والبيئة،القاهرة, 2005.ص ص :18-22.
7. مشروع اعداد خطة تنفيذ العمل الوطنية ,
Regional work shop for the arab countries on the implementation of Stockholm convention and synergies with other chemical related agreements ,cairo 21-24 feb,2005,PP 16-17.
8. باسل اليوسفى,مرجع سبق ذكره , ص ص 14-15.
9. زين بن يمانى ,تقنية النانو وصناعة الطاقة ضمن اطار الاستراتيجية الوطنية للصناعة ,المؤتمر العربى حول الأثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو , جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين و وزارة التعلين العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية , الظهران ,27-29 مارس ,2010 , ص 24.
10. Zbignew Strachurski, The development of nanotechnology in Australia , ,المؤتمر العربى حول الأثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو , جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين و وزارة التعلين العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية , الظهران ,27-29 مارس ,2010 , ص ص 24-26.
- زين بن يمانى ,المرجع السابق , ص 27.
11. Munir H.Nafeh, The status of technology and nanotechnology impact in the arab world ,المؤتمر العربى حول الأثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو , جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين و وزارة التعلين العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية , الظهران ,27-29 مارس ,2010 , ص 20.
12. محمد شريف الاسكندرانى , تكنولوجيا النانو من اجل غد أفضل , سلسلة عالم المعرفة ,عدد 374 ,الكويت , ابريل ,2010 , ص ص 85-88.
13. ---------, المرجع السابق ,ص ص 90-132.
14. مؤيد القرطاس ,انجازات تقنية المواد المتناهية الصغر :امثلة من صناعة ثانى اكسيد التيتانيوم, ,المؤتمر العربى حول الأثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو , جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين و وزارة التعلين العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية , الظهران ,27-29 مارس ,2010 , ص ص 13-18.
15. Mamoun Muhammed ,Potential impact of nanotechnology on industrial development ,المؤتمر العربى حول الأثار التنموية والاقتصادية لتقنيات النانو , جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين و وزارة التعلين العالى ووزارة التجارة والصناعة السعودية , الظهران ,27-29 مارس ,2010 , ص ص 22-24.
16. Mamoun Muhammed, Ipid ,Page 30.
17. الإنتاج الانظف "دراسة حالة المشروعات الصغيرة والمتوسطة " , جهاز شئون البيئة,وزارة الدولة لشئون البيئة , مصر , ص ص 17-23.
www.eeaa.gov.eg
- مشروع الادارة المتكاملة للمخلفات الناتجة عن صناعة عصر الزيتون فى لبنان وسوريا والأردن,اللجنة القومية الوطنية للمشروع (الاجتماع الرابع),الهيئة العامة لشئون البيئة,سوريا ,25 مارس ,2007, ص ص 6-8.
- Cleaner production ,SME case study, January ,2005,P 1. At www.eeaa.gov.eg
- Dimande Mamery And Others ,cleaner production technology options : case study, final project report ,Indian institute of technolohy ,april,2005,p 7.
18. مشروع التحكم فى التلوث الصناعى , مرجع سبق ذكره , ص ص 27-29.
- مشروع الادارة المتكاملة للمخلفات الناتجة عن صناعة عصر الزيتون فى لبنان وسوريا والأردن,مرجع سبق ذكره , صص 9-11.
19. الإنتاج الانظف "دراسة حالة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ", مرجع سبق ذكره , ص 24.